حدد رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خالد مشعل اليوم برنامج حركته التي فازت باغلبية ساحقة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني على كافة الصعد الفلسطينية والعربية والدولية. واكد ان حماس حريصة على الحوار مع الدول الاوروبية وامريكا وانها ستلتزم بكافة الاتفاقات والتفاهمات التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطنيي والتي وقعتها السلطة والحكومة الفلسطينية. وقال مشعل في مؤتمر صحافي عقده هنا اليوم ان "استراتيجية برنامج الحركة يتمحور حول ثلاثة قضايا هي حماية المقاومة والاصلاح والتغيير وترتيب البيت الفلسطيني ومؤسساته السياسية وتنظيم منظمة التحرير باعتبارها مؤسسة القرار. واضاف ان حركة حماس "كما نجحت في المقاومة ستنجح في التغيير والاصلاح والعمل السياسي" وانها ستقوم بعد فوزها في الانتخابات بالتشاور مع رئيس السلطة محمود عباس وحركة فتح وجميع القوى والشخصيات الفلسطينية من اجل الوصول الى صيغة الشراكة الوطنية وتحمل مسؤولية المرحلة المقبلة. واوضح "لقد بدأنا بالفعل بهذا التشاور وسنصل الى صيغة نهائية لهذه الشراكة وان الخطوة الاخرى التي سنبدأ بها سريعا هي تنفيذ خطوات الاصلاح والتغيير والتواصل مع المحيط العربي والاسلامي والدولي للتفاهم على طبيعة المرحلة ومتطلباتها". وتابع مشعل ان قيادة الحركة بدأت بالاتصالات مع عدد من قادة دول العالم والعرب وقيادات اسلامية كبيرة "كما ستكون هناك اتصالات مع الاوروبيين وغيرهم لنحمل اليهم الهم الفلسطيني المتعلق بتحسين تطلعات هذا الشعب والافراج عن حوالي 9 الاف اسير فلسطيني داخل السجون الاسرائيلية". وتابع "لقد طرحنا موضوع الشراكة بالنسبة لتشكيل الحكومة وتم عرضها على الجميع حرصا منا على مبدأ مشاركة الجميع وليس انطلاقا من عجز وان حماس ستحمل المسؤولية ولو لوحدها لكننا لن نكون وحدنا وسيكون معنا الكثير وشركاء حماس على الساحة الفلسطينية هم كثر". وقال مشعل "ربما ان الاخوة في حركة فتح تعجلوا باعلان مواقفهم ولكننا نقدر حساسية الظرف وما زلنا نمد ايدينا لهم ونحن ندعوهم الى المشاركة لمصلحة الشعب الفلسطيني وليس لمصلحة حماس" - واوضح مشعل ان "البعض يسعى لافشال حماس او انهم يتركونا لقدرنا ونحن نقول لهم ان حماس لا تريد السلطة بل تريد حقوق الشعب الفلسطيني ونحن لا نتردد لحظة واحدة في تحمل مسؤولياتنا ومن يراهن على فشلنا فهو مخطئ فقد نجحنا في المقاومة وسننجح في العلمية السياسية والاصلاح والتغيير". واضاف ان "من مصلحة الجميع ان يركب القطار الذي تقوده حماس لان هذا القطار سيصل وان البعض الذي يتصور اننا في ورطة ومأزق نقول ربما هم في مأزق فشعبنا وكل الفصائل الفلسطينية بما فيها فتح ليسوا في مأزق". واكد مشعل ان "حماس ليست بديلة عن احد ولسنا بصدد اقصاء أي احد ..نحن جئنا لنكون شركاء لاننا امام تحد كبير وان حركة حماس تدرك ان متطلبات اللحظة سواء في الاصلاح الداخلي او في ترتيب البيت الفلسطيني والتواؤم مع المحيط العربي والدولي وفي ادارة المعركة والصراع مع اسرائيل وكيف ننتزع حقوقنا ونوفق بين السياسة والمقاومة وهذه اسئلة نعرفها ولكن لدينا رؤية بشأنها ونحن لسنا في مأزق". وقال "انني اقول بكل صراحه واتمنى ان لا يحدث هذا ..ان من يحاول تعطيل المسيرة اليوم لانه خرج منها او غير راض عنها هو وحده الذي يتحمل المسؤولية عن هذا التعطيل او عن خلق ازمة فشعبنا واع ومدرك من يتحمل هذه المسؤولية ومع ذلك مازلنا نمد ايدينا للشراكة". واكد مشعل انه لن يقبل ان تحشر حماس في عامل زاوية الزمن من حيث تشكيل الحكومة الفلسطينية بهذه السرعة "ففي كل الدول الديمقراطية العريقة تجري الانتخابات ثم يبدأ التشاور لتشكيل الحكومة ومن الممكن ان يمتد اسابيع واشهرا". وقال ان "السلطة الفلسطينية وعلى رأسها رئيسها محمود عباس واولئك الذين قدموا استقالاتهم من الحكومة هم الذين يتحملون مسؤولية المرحلة الانتقالية ولسنا نحن ونطالبهم ان لا يقذفوا الازمة في وجهنا وان أي تعطيل او خلق ازمات هم يتحملون مسؤوليته ولذلك نقول لهم دعونا نتفاهم". واشار الى ان البعض يحاول نقل الصلاحيات الان طالما خرج من السلطة الى منظمة التحرير ونحن في حماس نلح عليهم بان منظمة التحرير هي صاحبة القرار السياسي وعلينا ان نسرع في تفعيل هذه المنظمة على اسس سياسية وتنظيمية جديدة وسنعطي الاعتبار لفلسطيني الخارج - وقال مشعل ردا على سؤال حول امكانية عودته وكوادر حماس في الخارج في ضوء الانتخابات الجديدة ان "موضوع العودة هو حق نتمسك به ونقاتل من اجله لكل شعبنا وسنمارس العودة ولكن في اللحظة المناسبة ونحن كقيادات لحماس في الخارج لدينا كل الثقة بكوادرنا في الداخل بادارة دفة الامور". وحول دور عربي او دولي للتوسط بين حماس واسرائيل قال "نحن نرحب بأي دور عربي او اسلامي ولكن ما يحتاجه شعبنا ليس وساطة بيننا وبين اسرائيل بل اسناد الحق الفلسطيني والضغط على اسرائيل لاحترام الحقوق الفلسطينية". وقال مشعل ان مطالبة بعض قادة فتح باستقالة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "شأن فتحاوي داخلي ونحن نقول لابو مازن ان نجاح حماس لا يعني انه ليس لك دور ونحن مستعدون للتعاون معه ومع حركة فتح وفي السلطة لنشكل نظاما سياسيا واحدا ونحن نعتقد ان الفرصة قائمة لان فلسفتنا ليست ازاحة احد وانما تكامل الادورا ضمن تفاهم وطني فلسطيني". واضاف "اليوم لدينا مرجعية ووثوابت وطنية ولا نقبل أي صيغة تعطل أي جزء من حقوقنا فنحن متمسكون بتحرير الارض والقدس وحق العودة ورفض الاستيطان والتمسك بخيار المقاومة وسلاحها". وقال هناك اتفاقات موجودة في الساحة الفلسطينية وهناك سلطة نشأت بناء على اتفاقات اوسلو و"نحن نعرف ان هذا امر واقع سنتعامل معه بواقعية شديدة ولكن من دون التفريط بثوابتنا وحقوقنا وان أي اتفاق او التزام مادام هو لصحالح الشعب الفلسطيني ولا ينتقص من حقه سنحترمه". اما بالنسبة لمسألة اعتراف اسرائيل بحماس وتغيير ميثاق الحركة قال مشعل "حماس ليست هي الحركة التي تخضع لضغوط فالاحتلال الاسرائيلي لا شرعية له طال الزمن ام قصر لا اعتراف لن نعترف بشرعية الاحتلال ولكن ليس معنى هذا ان نلغي اسرائيل اما بالنسبة لموضوع التهدئة فالصراع يعلو في لحظات ويهبط في اخرى حسب مقتضيات المرحلة ونحن واقعيون وسنتعامل مع الواقع حسب ظروفه ومتطلبات المرحلة" مشيرا الى ان التهدئة انتهت مع نهاية العام الماضي لكن تجربتها غير مشجعة. وتابع "ان مشروعنا المقاوم سنحميه وعندما يتوقف الاسرائيليون عن استهداف المدنيين ستلتزم المقاومة بذلك". وردا على سؤال حول طروحات حماس في السابق بان تحرير فلسطين يجب ان يكون كاملا وليس الانسحاب من الاراضي التي احتلت في يونيو عام 1967 قال "ان حماس لن تقبل ما كانت رفضته في السابق وان كل ارض تحررها ستقيم عليها دولة.