جنى عناصر ونشطاء حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ثمار النشاط الكبير الذي عملوا به، خلال الحملة الانتخابية، وذلك من خلال النتائج المتميزة، التي حققتها حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية الفلسطينية، بحصولها على 76 مقعدا من مقاعد المجلس التشريعي البالغة 132 مقعداً. وحسب مقربون من الحركة ومن الذين قادوا الحملة الانتخابية، فإن نشطاء "حماس" كانوا يواصلون الليل مع النهار، إذ بدؤوا العمل قبل شهرين، من أجل الإعداد لخوض الانتخابات، وذلك في إطار برنامج كبير تمكنت الحركة من إعداده وتطبيقه بشكل كبير. وقال مراقبون إن الحركة كانت تعمل كخلية نحل، موزعة العمل على لجان متخصصة من خلال فترات زمنية موزعة على الأيام، قبل الوصول ليوم الاقتراع، الذي كان له ترتيب خاص لدى الحركة. وفي الوقت الذي كانت فيه جميع القوائم وكافة المرشحين للانتخابات يغطون في نوم عميق عملت "حماس" على حملة زيارات لكافة الفلسطينيين في منازلهم ومكاتبهم ومحالهم التجارية ومقرات عائلاتهم، شرحوا لهم فيها برنامج الحركة، وهي القاعدة التي ارتكزت عليها "حماس" في حملتها. وفوجئ الجميع بحجم الحملة الانتخابية للحركة، سواء على صعيد اللقاءات الجماهيرية، أو المهرجانات، أو المسيرات، إذ ابتكرت الحركة العديد من وسائل الدعاية، عجزت عن أن تجاريها كبرى شركات الداعية، وبنفقات قليلة جدا، فابتكرت مسيرة الدرجات الهوائية ومسيرة السيارات. وكان لفتح المقرات الانتخابية الأثر الكبير في توسيع شعبية حركة "حماس" وجندت "حماس" حوالي 3000 مراقب محلي لها على هذه الانتخابات، إذ كان لها في كل مركز من المراكز عدد كبير من المراقبين، إلى جانب وكلاء مرشحين، ووكلاء أحزاب، وغيرها من الأمور. كما إنها عقدت العديد من الدورات لهؤلاء المراقبين، ودربتهم تدريبا خاصا. أما عن يوم الاقتراع، الذي كان ذروة عمل الحركة، فقد كان يوما مميزا. فالجميع لا يرى غير نشطاء "حماس"، الذين يعملون في الميدان، واتخذوا كافة الاحتياطات، من خلال اللجان التي شكلوها، سواء لجان المواصلات أو الاتصالات أو المراقبين أو لجان الاستقبال أو الطوارئ أو الطعام. وكان لمراكز الاستعلامات التي فتحتها الحركة الأثر الكبير في معرفة الناس لأماكن الاقتراع. وقال عمر صلاح مسؤول الحملة الانتخابية لحماس، شمال قطاع غزة، إن حوالي ثمانية آلاف من نشطاء حركة "حماس"، عملوا في هذه اللجان وكانوا لا ينامون الليل، سواء في مرحلة الزيارات للعلائلات، أو الدعاية الانتخابية، أو التحضير للانتخابات، أو في يوم الاقتراع. وأضاف أن حركته كانت تجري بشكل دوري استطلاعا للرأي حول مدى تأييد المواطنين للحركة. وكانت مع الاقتراب من يوم الاقتراع تزداد نسبة التصويت للحركة، مشيرا إلى أنها كانت قريبة من النسبة التي حصلت عليها بعد فرز الأصوات. وفازت "حماس" بكافة المقاعد المخصصة لمنطقة دائرة شمال مدينة غزة وحصلت على نسبة 48 في المائة من الأصوات التي اقترعت في القائمة النسبية. وقد حققت حركة "حماس" فوزا كاسحا، لاسيما في قطاع غزة، إذ فازت بخمسة عشرة مقعدا، إضافة إلى ثلاثة مقاعد للمستقلين، الذين كانت تدعمهم، من أصل 24 مقعدا، في حين حصلت حركة "فتح" على خمسة مقاعد فقط.