مصرع شاب جراء انقلاب سيارته بضواحي الحسيمة    خلال أسبوع واحد.. تسجيل أزيد من 2700 حالة إصابة و34 وفاة بجدري القردة في إفريقيا    حركة النقل الجوي بمطار طنجة ابن بطوطة تسجل نموا قياسيا    إسبانيا تكثف إغاثة مناطق الفيضانات    رويترز: قوات إسرائيلية تنزل في بلدة ساحلية لبنانية وتعتقل شخصا    مسؤول سابق في منصة "تويتر" يهزم ماسك أمام القضاء    حزب الله يقصف الاستخبارات الإسرائيلية        المغرب يحبط 49 ألف محاولة للهجرة غير النظامية في ظرف 9 شهور    "سيول فالنسيا" تسلب حياة مغربيين    مسرحية "أبحث عن أبي".. عرض جديد لفرقة نادي الحسيمة للمسرح    رئيس منتدى تشويسول إفريقيا للأعمال: المغرب فاعل رئيسي في تطوير الاستثمارات بإفريقيا    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الأحد    أسعار السردين ترتفع من جديد بالأسواق المغربية    تكريم بسيدي قاسم يُسعد نجاة الوافي        هلال: قرار مجلس الأمن يعتبر مخطط الحكم الذاتي "الأساس الوحيد والأوحد" لتسوية قضية الصحراء المغربية    بسبب غرامات الضمان الاجتماعي.. أرباب المقاهي والمطاعم يخرجون للاحتجاج    مطار الناظور العروي: أزيد من 815 ألف مسافر عند متم شتنبر    المغرب يزيد صادرات "الفلفل الحلو"    نقابة إصلاح الإدارة تنضم لرافضي "مشروع قانون الإضراب"    هيئة: 110 مظاهرة ب 56 مدينة مغربية في جمعة "طوفان الأقصى" ال 56    نيمار يغيب عن مباراتي البرازيل أمام فنزويلا وأوروغواي    الأمم المتحدة: الوضع بشمال غزة "كارثي" والجميع معرض لخطر الموت الوشيك        بهذه الطريقة سيتم القضاء على شغب الجماهير … حتى اللفظي منه    صدور أحكام بسجن المضاربين في الدقيق المدعم بالناظور    اعتقال عاملان بمستشفى قاما بسرقة ساعة "روليكس" من ضحية حادث سير    الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة طنجة تطوان الحسيمة تحصد 6 ميداليات في الجمنزياد العالمي المدرسي    فليك يضع شرطا لبيع أراوخو … فما رأي مسؤولي البارصا … !    نظرة على قوة هجوم برشلونة هذا الموسم    أنيس بلافريج يكتب: فلسطين.. الخط الفاصل بين النظامين العالميين القديم والجديد    وزارة الشباب والثقافة والتواصل تطلق البرنامج التدريبي "صانع ألعاب الفيديو"    هذه مستجدات إصلاح الضريبة على الدخل والضريبة على القيمة المضافة    فتح باب الترشيح للاستفادة من دعم الجولات المسرحية الوطنية    الجمعية المغربية للنقل الطرقي عبر القارات تعلق إضرابها.. وتعبر عن شكرها للتضامن الكبير للنقابات والجمعيات المهنية وتدخلات عامل إقليم الفحص أنجرة    الأسبوع الوطني التاسع للماء..تسليط الضوء على تجربة المغرب الرائدة في التدبير المندمج للمياه بأبيدجان    "الشجرة التي تخفي الغابة..إلياس سلفاتي يعود لطنجة بمعرض يحاكي الطبيعة والحلم    بدون دبلوم .. الحكومة تعترف بمهارات غير المتعلمين وتقرر إدماجهم بسوق الشغل    الفيضانات تتسبب في إلغاء جائزة فالنسيا الكبرى للموتو جي بي    مركز يديره عبد الله ساعف يوقف الشراكة مع مؤسسة ألمانية بسبب تداعيات الحرب على غزة    قمة متكافئة بين سطاد المغربي ويوسفية برشيد المنبعث    الحكومة تقترح 14 مليار درهم لتنزيل خارطة التشغيل ضمن مشروع قانون المالية    "تسريب وثائق حماس".. الكشف عن مشتبه به و"تورط" محتمل لنتيناهو    مناخ الأعمال في الصناعة يعتبر "عاديا" بالنسبة ل72% من المقاولات (بنك المغرب)    "البذلة السوداء" تغيب عن المحاكم.. التصعيد يشل الجلسات وصناديق الأداء    الأميرة للا حسناء تدشن بقطر الجناح المغربي "دار المغرب"    منْ كَازا لمَرْسَايْ ! (من رواية لم تبدأ ولم تكتمل)    إطلاق الحملة الوطنية للمراجعة واستدراك تلقيح الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة بإقليم الجديدة    الأشعري يناقش الأدب والتغيير في الدرس الافتتاحي لصالون النبوغ المغربي بطنجة    "ماكدونالدز" تواجه أزمة صحية .. شرائح البصل وراء حالات التسمم    دراسة: الفئران الأفريقية تستخدم في مكافحة تهريب الحيوانات    ثمانية ملايين مصاب بالسل في أعلى عدد منذ بدء الرصد العالمي    كيفية صلاة الشفع والوتر .. حكمها وفضلها وعدد ركعاتها    مختارات من ديوان «أوتار البصيرة»    وهي جنازة رجل ...    أسماء بنات من القران    نداء للمحسنين للمساهمة في استكمال بناء مسجد ثاغزوت جماعة إحدادن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور أحمد الريسوني عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ل"التجديد":الاتحاد ليس معارضا بالضرورة للحكومات وليس مؤيدا ولا تابعا لأحد
نشر في التجديد يوم 29 - 11 - 2004

أكد الدكتور أحمد الريسوني عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين أن الاتحاد ليس بالضرورة معارضا لنظام من الأنظمة ولا مؤيدا أو تابعا لأحد. وأشار وهو يجيب عن أسئلة التجديد عقب مشاركته في الاجتماع الثاني للاتحاد في بيروت يومي 18 و19 نونبر 2004 إلى أن هذه الهيئة منظمة عالمية شاملة للخريطة الجغرافية والمذهبية والطائفية بالعالم الإسلامي، وأنه لا ينكر جهود الهيئات الأخرى ولا يلغي أدوارها. وأوضح الريسوني أن الإقبال على هذا الصرح العلمي متزايد فرديا وجماعيا، كما أوضح فقيه الأصول والمقاصد بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط الأعمال والمشاريع التي سيعكف عليها هذا الاتحاد في مختلف المجالات.
الدكتور أحمد الريسوني، شاركتم يومي 18 و19 نونبر الماضي في أشغال منظمة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، ومن قبل كنتم قد شاركتم في المؤتمر التأسيسي، ما هي طبيعة مشاركتكم في هذين اللقاءين؟
بسم الله الرحمن الرحيم، المؤتمر التأسيسي للاتحاد العالمي للعلماء المسلمين دعيت إليه كما دعي إليه عدد من العلماء والمفكرين من شتى أنحاء العالم والعالم الإسلامي وقبلت الدعوة كما قبلت عضوية هذا الاتحاد وحضرته بصفتي عضوا مؤسسا. وخلال هذا المؤتمر تم انتخابي بمجلس الأمناء، فحضرت مؤتمر بيروت بصفتي هذه، فهذه هي الصفة التي حضرت بها في الاجتماعين.
أنتم إذا عضو في مجلس الأمناء، كم يضم هذا المجلس من عضو؟
مجلس الأمناء حسب القانون الأساسي للاتحاد يتكون في البداية من عشرين عضوا، وله بعد الانعقاد أن يضم عشرة آخرين، وهو ما حصل بالفعل إذ اجتمع الاتحاد بأعضائه العشرين ثم تداول في ضم أعضاء جدد، وفعلا اتفق على لائحة إضافية مثلت الأقطار والمناطق الجغرافية وبعض المذاهب التي لم تكن ممثلة في إطار الأعضاء العشرين، وبذلك استكمل المجلس أعضاءه الذين يمثلون شتى انحاء العالم الإسلامي.
يعني هناك أعضاء آخرون في الاتحاد ممن ليسوا أعضاء في مجلس الأمناء، كم يقدر عدد أعضاء الاتحاد من العلماء؟
حينما كنا في شهر يوليوز بلندن كان قد طلب العضوية في الاتحاد حوالي 360 عضوا، مع العلم أن هذا كان قبل الإعلان والإشهار. لكن الآن يفترض أن أعضاء هذا الاتحاد سيتزايدون، وسينتقلون من المئات إلى الآلاف إلى أن يمثل أكبر عدد من علماء المسلمين في شتى أنحاء المعمور. فالعضوية في بدايتها والاتحاد في بدايته، ومع ذلك هناك إقبال متزايد على العضوية وعلى التعاون وهناك منظمات للعلماء تطلب بهذه الصفة ان تصبح أعضاء في الاتحاد، وقد ناقشنا هل تكون العضوية فردية أم للمؤسسات والهيئات، هذه كلها أمور آخذة مجراها في الدراسة والنظر والاعتماد.
معنى هذا أن هناك شروطا للانضمام، ما هي هذه الشروط؟
الشروط ميسرة وواضحة، فبالنسبة للأعضاء أن يكون طالب العضوية واحدا من العلماء والمفكرين ممن لهم أثر سواء أثر بالكتابة والتأليف أو أثر ميداني ممن يمارسون أنشطة علمية وتدريسية وتربوية ويمارسون الإفتاء. المهم أن يكون للشخص أثر علمي بارز ومعروف سواء على صعيد وطنه أو على صعيد العالم الإسلامي. بعد ذلك يزكيه عضوان من أعضاء المجلس السابقين، ثم بعد ذلك يعطي مجلس الأمناء العضوية بصفة نهائية.
ماذا دار في الاجتماع الأخير لمجلسكم العلمي وما هي أهم نقط جدول الأعمال الذي تدارستموه؟
في هذه المرحلة هناك القضايا التي يمكن أن نسميها القضايا التأسيسية التي أخذت الحيز الأكبر، خاصة اليوم الأول من الاجتماع، فهناك تشكيل اللجان، وهناك استكمال أعضاء مجلس الأمناء، وهناك مزيد من التدقيق عن شروط العضوية، وحديث عن إمكانية إعطاء العضوية للمنظمات وليس فقط الأفراد، كما ذكرت قبل قليل. هناك نقاش مطول عن تمويل الاتحاد، عن فتح فروع، هل تبدأ أم نتريث، وأين تكون، وإذا لم تكن فروعا فهل نفتح على الأقل مكاتب ممثلة وأين نفتحها هي كذلك... فهذه القضايا التأسيسية الإدارية والمالية والتنظيمية بالإضافة إلى قضايا تأسيسية أخرى مثل بعض المفاهيم، فنحن نعتبر أنفسنا جميعا في الاتحاد نمثل تيارا وسطا معتدلا، لا هو مع الإفراط ولا هو مع التفريط، ولذلك كان عندنا نقاش حول هذه المعاني والقضايا ومعالم هذا التوجه، وتم الاتفاق على تحرير ميثاق إسلامي يحدد هذه المعالم، أي الهوية الفكرية والمذهبية والعلمية لهذا الاتحاد التي تكون الهوية الجامعة للسواد الأعظم من المسلمين وعلماء الأمة ومفكريهم وزعمائهم. هذا بالإضافة إلى قضايا الأمة الإسلامية الراهنة: فلسطين والعراق ودارفور وغيرها.
ذكرتم في حديثكم إنشاء فروع ومكاتب للاتحاد، ما يعرف الآن هما مكتب بيروت ومكتب القاهرة، أي جديد في هذا الخصوص، هل قررتم إنشاء فروع ومكاتب جديدة؟
نعم، بالإضافة إلى دولة إيرلندا حيث يوجد مقر الاتحاد بصفة قانونية دون وجود مادي للمكتب، هناك مكتب القاهرة الذي تم افتتاحه، والاتحاد بصدد الاستعداد لفتح مكتب بيروت في الأسابيع القليلة القادمة. وقد استقبلنا رئيس الحكومة اللبنانية السيد عمر كرامي ورحب بهذا الاتحاد وعبر عن دعمه وعن الاستعداد لتسهيل عمله ورسالته على الأراضي اللبنانية. الآن يمكن أن نتحدث عن مكتبين وليس فرعين.
ذكرتم كذلك لجانا للعمل، ما هي اللجان الموجودة حاليا؟
طبعا اللجان ستكون إحدى آليات العمل في الاتحاد، ويمكن إحداث لجان جديدة أو إنهاء لجان أخرى قائمة، أو تغييرها أو دمجها حسب الحاجة، الآن تم الاتفاق على ثلاث لجان، هي لجنة البحوث والإفتاء، والثانية هي لجنة الحوار والتواصل، والثالثة هي لجنة القضايا الإسلامية. وهذه اللجنة تهتم بقضايا المسلمين ومشاكلهم، وخاصة في الأماكن المستعصية سواء في ديار المسلمين مثل الصراعات الطائفية وصراعات الدول الأخرى، وستقوم هذه اللجنة بالرصد والمتابعة وتقريب وجهات النظر، وتقترح حلولا وتعمل على تطبيقها، وقد تتولى هي بذاتها تطبيقها وتشرف عليها إن اقتضى الأمر، وقد بدأ مثل هذا في دارفور بالسودان حيث قام وفد برئاسة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد وأمينه العام الدكتور محمد سليم العوا بزيارة مطولة إلى السودان، والتقى بكافة الأطراف المعنية بالأمر، من حكومة و أحزاب معارضة وزعماء القبائل المتنازعة وشيوخ الطرق الصوفية، واقترح اقتراحات قدمها للأطراف المعنية، وبما أن هناك حوارات دائرة في نطاق آخر، فإذا ما نجحت هذه المحاولات فذلك ما نبغيه، وإلا فإن الاتحاد مستعد للتدخل بنفسه ويتابع حل هذه المشكلة. طرحت كذلك قضية الصراعات
الدموية بين السنة والشيعة في باكستان على أساس أنه يمكن للاتحاد أن يوفد وفدا لمعالجة الأمر وإخماد هذه الفتنة، فهذه هي اهتمامات لجنة القضايا الإسلامية على سبيل المثال.
لجنة البحوث والإفتاء واضح عملها، إذ أن القضايا التي تحتاج إلى دراسة ومدارسة ونظر تتولاها هذه اللجنة مستعينة بأعضاء اللجنة والاتحاد أو غيرهم من الباحثين، وتتولى إعداد بحوث ومشاريع فتاوى ثم ينظر فيها الاتحاد.
لجنة الحوار والاتصال مهمتها العلاقات الخارجية والتواصل والتعارف مع المنظمات والهيئات ذات الاهتمام المشترك، مع المسؤولين السياسيين ومع الأديان الأخرى، وكل من يجب التحاور معهم وتبليغهم والاستماع إليهم.
طيب. هذه الهيئة الجديدة، تضاف إلى عدة هيئات كثيرة رسمية وغير رسمية، مثل رابطة العالم الإسلامي ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومجمع الفقه الإسلامي ومنظمات أخرى. أي جديد تضيفه هذه اللجنة، وما علاقتها بالهيئات المذكورة؟
نعم. هذاالسؤال طرح من قبل التأسيس وأثناءه وما يزال يطرح. وطرح على الدكتور القرضاوي رئيس الاتحاد وعلى نائبه الأول في إيران آية الله علي التسخيري، وكان الجواب دائما هو أن هذه المنظمة عالمية وشاملة وجامعة للخريطة المذهبية والطائفية والجغرافية بالعالم الإسلامي كله، بل حتى للمسلمين وعلماء المسلمين في ديار الغرب وحيث هم أقليات، هذا هو الأمر الأول.
والأمر الثاني هو أن هذه المنظمة مستقلة، فهناك منظمات مرتبطة بمنظمة المؤتمر الإسلامي أو ببعض الدول بشكل او آخر، هذه المنظمة الجديدة ليست مرتبطة بأي دولة ولا بأي منظمة دولية أو إقليمية، فهي مستقلة تمام الاستقلال، بالإضافة إلى سعيها إلى التمثيل الكامل لكل المسلمين، فالآن إذا أخذنا مجلس الأمناء بأعضائه الثلاثين سنجد فيه السنة والشيعة الإمامية والشيعة الزيدية والإباضية، مثلما نجد القارات كلها، ونجد الأعراق الإسلامية كلها، فهذه بعض أهم الميزات والإضافات النوعية لهذه الخطوة الجديدة، علما أن الاتحاد لا ينكر الجهود والمساعي المبذولة من قبل هيئات أخرى، فلكل دوره ومكانه.
وما علاقة الاتحاد بالأنظمة الرسمية الحكومية، هل هو في موقع يعارض ويندد ويتصدى بحماس وجرأة، أم أنه يهادن ويوالي ويساير، أين يضع الاتحاد العالمي نفسه من الحكومات الإسلامية الحالية؟ وما علاقته بها؟
أولا، الاتحاد كما في بيانه الأخير الصادر عن مجلس الأمناء دعا بدعوة تعتبر من اللبنات التي سيتأسس عليها منهجه وعلاقاته، دعا إلى مرحلة تصالحية بين مختلف مكونات المجتمعات والدول الإسلامية وخاصة التصالح والتفاهم بين الأنظمة والحكام والحكومات من جهة، والدعاة والعلماء والزعماء وممثليهم والشعوب من جهة ثانية. فهذا جزء من معالم منهجه، بطبيعة الحال، هذا الاتحاد سيسعى لأن تكون له علاقات مع جميع الدول دون أن يكون تابعا لها ولا خاضعا لها، فهو ليس معارضا بالضرورة، وليس مؤيدا ولا تابعا، بل يسعى أن يكون له استقلاله دون أن يكون متصادما مع أي نظام، يقول كلمة الحق حيثما رأى ذلك ضروريا، دون أن يدخل في صدامات مع أي نظام. وإذا نظرنا حتى في تشكيلة الاتحاد من حيث مؤسسوه، ومن حيث مجلس الأمناء، سنجد أن فيه أعضاء لهم مسؤوليات رسمية في دولهم..
مثل من؟.. اذكر لنا من فضلك بعض الأسماء..
مثل آية الله علي التسخيري، فهو مستشار مرشد الجمهورية الإيرانية، ومن إيران أيضا الدكتور محمد سعيد النعماني، وهو صاحب مسؤوليات في البلاد، ومثل العلامة الشيخ عبد الله بن بية الموريتاني وهو الذي كان وزيرا للأوقاف في بلده، وله علاقات طيبة مع نظام بلده ومع المملكة العربية السعودية التي يقيم فيها، ومعنا العلامة أحمد الخليلي مفتي سلطنة عمان، وهو نائب الرئيس أيضا، ومعنا وزير من الحكومة السودانية، وهناك أيضا علماء من المعارضين لحكومات بلدانهم مثل الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين بالعراق. وهناك من ليسوا رسميين ولا معارضين، وهكذا تتنوع المواقع السياسية وعلاقات أعضاء الاتحاد، بمعنى انه ليس هناك صنف واحد ولا موقف واحد، فالاتحاد جامع لجميع المواقع السياسية، فهو يحرص على الموقع العلمي وعلى النزاهة العلمية لأعضائه ولصوته المستقبلي.
من أهم المشاكل في أية منظمة، قضية التمويل، والتمويل عصب أي تحرك كما لا يخفى عليكم، وأنتم في الاتحاد، كيف تتدبرون تمويلكم؟.. ما هي الجهات التي تمولكم، أم لكم تمويل ذاتي، وإن كان فكيف؟
طبعا المكانة والمصداقية التي يتمتع بها بعض مؤسسي الاتحاد، من أمثال الشيخ القرضاوي والشيخ علي القره داغي الكردي ويرأس هيئة علمية في كردستان العراق، والشيخ التسخيري، وشخصيات أخرى، هذه الشخصيات بمصداقيتها من البداية وجدت سهولة في الحصول على التبرعات، وبتلك التبرعات انعقد المؤتمر التأسيسي الأول، مع العلم أن أغلب من حضر في ذلك المؤتمر حضروا على نفقاتهم، فهذه كانت البداية، ولكن حتى عندما انعقد مجلس أمناء الاتحاد، كان لأعضائه تبرعات، بالرغم من أن الاتحاد حدد واجب الانخراط السنوي في 100 دولار، فإن كثيرا من أعضاء مجلس الأمناء تبرعوا بأكثر من ذلك بكثير، فقد رأيت من أعطى 5000 دولار وعشرات الآلاف من الدولارات، وقد أبلغنا عدد من الأعضاء أن بعض المحسنين في بلدانهم طلبوا هم بأنفسهم وعرضوا أن يغطوا نفقات الاتحاد كلما احتاج إلى ذلك. ونحن تداولنا هذا الأمر، ورأينا ان مثل هذا العمل لا ينبغي أن يبقى تحت رحمة التبرعات التي قد تكون وقد لا تكون، وقد تزيد وقد تنقص، إذ لا بد من أن تكون للاتحاد قدرات مالية ثابتة، ولذلك تقرر أن يدعو الاتحاد ورئاسة الاتحاد إلى اكتتاب من أجل وقف ذي أهمية يكون ملكا للاتحاد ويكون
ريعه للاتحاد، وربما قريبا سيعلن عن هذه المبادرة لتكون مفتوحة أمام الجميع، وبعد تجميع هذا المبلغ تحدث أحباس للاتحاد، فهذا سيكون أهم ضمانة لتمويل هذا الاتحاد بكيفية ذاتية ومستقله إن شاء الله.
من الأمور الهامة والكبيرة إلى جانب التمويل، قضية الإعلام، هل فكر الاتحاد في منبر إعلامي مكتوب أو مسموع أو مشاهد، أو موقع إلكتروني، ما ذا قرر الاتحاد في هذا الصدد إن كان قد تداول في الأمر؟
نعم، في البداية، وحين انعقاد المؤتمر التأسيسي كان الدكتور الأنصاري رئيس مجلس الإدارة في موقع إسلام أون لاين قد عرض علينا أن يكون الموقع رهن إشارة الاتحاد، ولكن الاتحاد الآن قرر أن ينشئ موقعا خاصا به وكلف لجنة مصغرة لإجراء الاتصالات مع الشركات المختصة لإعداد الموقع وإطلاقه عما قريب. وهذا سيكون أول منبر إعلامي، وهو منبر يتلاءم مع آخر الوسائل المستخدمة في هذا المجال، مع العلم أن التفكير في أشياء أخرى قد يرد لاحقا، فالذي تقرر الآن هو موقع إلكتروني خاص بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، تجري دراسته ودراسة متطلباته المالية و التقنية إن شاء الله.
ذكرتم في حديثكم إشارة إلى العلاقات مع الهيئات الدولية الأخرى وأطراف غير إسلامية، ماذا تقصدون؟
طبعا، أول ما يرد هنا الحوار مع الأديان مثلا، وقد كان الاجتماع الذي انعقد مؤخرا في برشلونة والذي دعت إليه منظمة سانت إيجيديو الإيطالية، كان معظم الذين حضروا من علماء المسلمين من أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، بما فيه رئيس الاتحاد وأمينه العام، وقد كنت شخصيا مدعوا وتعذر علي الحضور في آخر لحظة، والشيخ بن بية، إذن العاملون في هذا الاتحاد هم أصلا منخرطون في حوارات الأديان، وخاصة مع العالم المسيحي، وكذلك مع الدول، وربما تكونون قد سمعتم أن الشيخ القرضاوي بصفته رئيسا للاتحاد طلب مقابلته وزير الخارجية الفرنسي بارنييه بعد اختطاف الصحافيين الفرنسيين بالعراق، كما طلب المقابلة وأجراها معه وزير الخارجية الإيطالي، فإذن ستكون حوارات واتصالات مع مختلف الأطراف الدولية السياسية والفكرية والعلمية والدينية، ومقابلة المسؤولين في الدول العربية والإسلامية نفسها.
تردد هناك طلب تعاون مع المعهد الدولي للقانون الجنائي، من هو هذا المعهد، وما ذا اتخذتم بخصوصه.
بمجرد الإعلان عن مولد وتأسيس الاتحاد، جاء طلب من هذا المعهد الذي يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية من أجل التعاون، طبعا التعاون هنا سيكون علميا، لإعداد دراسات وموسوعات وبيانات وسيجري الاتصال لتفصيل ذلك وترجمته إلى خطوات عملية.
سؤال أخير من فضلكم الدكتور أحمد الريسوني، ألا تخشون من أن يتحول الاتحاد إلى فصيل من فصائل الحركة الإسلامية، يكون بديلا للحركات كلها أو بعضها، فماهي الحدود الفاصلة والنقط المميزة لهذا الاتحاد عن العمل الحركي الإسلامي؟
لا ننسى ما ذكرته من قبل، أن هذا الاتحاد كما يدل عليه اسمه ولفظه الأول هو يمثل وحدة المسلمين، ولا توجد حركة إسلامية تمثل وحدة المسلمين، هناك حركات محلية وإقليمية، ومذهبية، الاتحاد يسعى إلى أن يكون مرجعية عليا وموحدة للمسلمين من الناحية العلمية، إذن لن يمارس الأنشطة الدعوية، لن يحدث تنظيما، لن يستقبل في صفوفه جماهير الناس وطلبتهم وشبابهم ونساءهم ورجالهم، بل هو خاص بالعلماء ليتحملوا مسؤولية البيان والشهادة العلمية والفكرية ويسددوا التوجهات الفكرية من الزاوية العلمية، وأن يتدخلوا في القضايا السياسية بصفتهم علماء يتحملون أمانة رعاية المجتمعات وحل الأزمات، فهو خاص بالعلماء ولهم مهام محددة ولا يمكن أن يتحول إلى عمل جماهيري.
أجرى المقابلة حسن السرات


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.