علمت "التجديد" أن مصالح الأمن بمراكش اعتقلت سائق الجرار المشتبه في كونه مصدر الحادثة المروعة التي وقعت ليلة العيد على الطريق الرابطة بين مراكش وأكادير وتسببت في موت 26 فردا من بينهم سائقي الحافلتين وإصابة 16 شخصا بجروح بليغة و45 بجروح خفيفة. وحسب مصادر قانونية فإن هذه هي المرة الأولى منذ وقت ليس بالقصير الذي يسمع فيها باعتقال شخص تسبب في حادثة سير ووضعه تحت الحراسة النظرية، معتبرة أن الأمر إيجابي ويجب أن يعمم على باقي حالات الموت في حوادث السير. من جهة ثانية أوضح بلاغ النيابة العامة باستئنافية مراكش أنها تقدمت إلى قاضي التحقيق بابتدائية مراكش بملتمس لإجراء تحقيق في مواجهة سائق الجرار الزراعي من أجل ارتكابه السير ليلا وسط الطريق ودون توفره على الأضواء الخلفية، وعدم تقديم وثائق الجرار وكذا وثيقة التأمين والقتل والجرح الخطأ. وكانت هذه الحادثة قد حولت فرحة العيد عند عدد من الأسر المغربية إلى ما يشبه مأتم جماعي، كما تحول ومستودع الأموات بحي باب دكالة ومستشفي ابن طفيل بالمدينة الذي استقبل الجرحى، إلى فضاء لتلقي التعازي أو البحث عن المصابين من لدن ذويهم الذي أصيب بعضهم الذهول، وتبادل البعض الآخر الأحاديث حول وضعية الطرق في المغرب وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لتقليص عدد حوادث السير والضرب بقوة على أيدي المتلاعبين بأرواح الناس الأبرياء كما تردد مطلب التسريع بتشييد الطريق السيارة بين مديني مراكش وأكادير. وتزامنت هذه الحادثة المميتة مع حلول ليلة عيد الأضحى بالمغرب، إذ تعرف الطرق حركة غير عادية لنقل الركاب والبضائع قبيل الأعياد والمناسبات من أجل قضاء عطلة العيد بين الأهل والأحباب، مما يجعل كثيرا من شركات النقل تتسابق من أجل تحقيق مزيد من الأرباح دون مراعاة الشروط الآمنة لنقل الركاب، بدليل أن بعض الحافلات تحقق أرقاما زمنية قياسية قي نقل الركاب، ومنها من يخرج دون رخصة أو يبدل زيت المحرك في الطريق في وقت ينتظر فيه الركاب على الرصيف المقابل، كل ذلك من أجل عدم تضييع فرصة العيد لربح أكثر وربما حصد مزيد من الأرواح. كما أن في مثل هذه المناسبات يستغل بعض سائقي سيارات النقل كثرة المسافرين وضغط الوقت إما بحلول يوم العيد أو اقتراب موعد الالتحاق بالعمل، للزيادة في ثمن تذاكير السفر بشكل قد يصل الضعف في بعض الأحيان. وتكشف مناسبات الأعياد هشاشة شبكة النقل في المغرب بما فيها السكك الحديدية حيث تعرف حركة القطارات اضطرابا ملحوظا، إما بالتأخرات التي تصل في بعض الأحيان إلي الساعة أو أكثر، أو الاكتظاظ الذي يجعل المسافرين في عناء كبير وخصوصا الأسر التي تضم رضعا وأطفالا صغارا. يشار إلى أن هذه الحادثة الخطيرة وقعت ثلاثة أيام بعد حادثة أخرى في الطريق نفسها، حيث لقي شخصان مصرعهما وأصيب 45 آخرون بجروح متفاوتة الخطورة، وذلك جراء انقلاب حافلة للركاب بالقرب من قرية سيدي بوزيد التي تبعد عن مدينة شيشاوة بنحو15 كلم. وتباينت الروايات حول الأسباب المباشرة للحادث، فبينما أرجع الركاب ذلك إلى انشغال السائق بالحديث عبر هاتفه المحمول أثناء القيادة، قال هذا الأخير إنه فقد فجأة للسيطرة على الحافلة، ولم يصدر حينها أي بلاغ يؤكد أن ينفي متابعة المتسببين في الحادثة.