قدم حزب الاستقلال اعتذارا رسميا لموريتانيا، رئيسا وحكومة وشعبا، وذلك عبر افتتاحية جريدة "العلم" الناطقة الرسمية باسم الحزب، في عدد يوم الخميس 29 دجنبر 2016، منتقدا ما وصفهم بالصيادين في الماء العكر، بالقول: «نحن على يقين أن ظن الصيادين في المياه العكرة سيخيب من جديد». وجاء في الافتتاحية /بيان الاعتذار/، تحت عنوان: «بكل ما يلزم من هدوء»: «إذا كان من اللازم الاعتذار للشعب الموريتاني، لما قد يكون ترتب من سوء فهم تصريحات الأمين العام لحزب الاستقلال، فإن الأمين العام وقيادات حزب الاستقلال، لا تتردد في الاعتذار لموريتانيا الشقيقة رئيسا وحكومة وشعبا». وأضاف "البيان"، أن «الأمين العام للحزب كان بصدد الحديث عن سياق تاريخي مضى وولى، وموقف حزب الاستقلال من موريتانيا الشقيقة هو بالضبط ما أكده العاهل المغربي محمد السادس للرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز في الاتصال الأخير بينهما». وتابع «العلاقة الجيدة والممتازة بين الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني أكبر مما قد يكون البعض يخطط للإساءة إليها، علاقات تاريخية جيدة ومتينة، واجهت عواصف كثيرة ولكنها خرجت دوما منتصرة وأكثر قوة». وجزم "بيان" حزب الاستقلال بالقول إن «شباط كان يرتجل خطابا سياسيا أمام الحاضرين، ومن الطبيعي أن ينتهز خصوم وأعداء حزب الاستقلال الفرصة لتوجيه ضربة يأملون دوما أن تكون قاضية لجسد وروح حزب الاستقلال، وهذا الحزب تعود على هذه المحاولات واكتسب جسده مناعة ضدها». وشددت افتتاحية "العلم" على أن «شباط لم يمس بسيادة ووحدة الشعب الموريتاني الشقيق، وهو الذي زار الشقيقة موريتانيا مرتين، والتقى بالرئيس الموريتاني وعقد لقاءات متعددة مع قيادة حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الذي زار وفد قيادي عنه المغرب بدعوة من قيادة حزب الاستقلال، فالذي يطعن في سيادة ووحدة موريتانيا الشقيقة لايمكنه أن يقدم على مثل هذه المبادرات». والسبت الماضي، قال شباط، خلال لقاء نظمته نقابة الاتحاد العام للشغالين (نقابة مقربة من الحزب) بالرباط، إن "الانفصال الذي وقع عام 1959 خلق مشاكل للمغرب، ومن ذلك تأسيس دولة موريتانيا، رغم أن هذه الأراضي تبقى مغربية، وأن كل المؤرخين يؤكدون على ذلك". ورد على تلك التصريحات "حزب الاتحاد من أجل الجمهورية" الموريتاني، متهما شباط بأنه "تكلم في أمر لا يدرك أبعاده، ولا يسعه مستواه السياسي ولا الثقافي التاريخي للخوض فيه"، مطالباً إياه بالاعتذار عن تصريحاته. ليرد الاستقلال، عبر بيان آخر، محذرا من أن موقف الحزب الموريتاني "يسير بالعلاقات الثنائية بين البلدين إلى مرحلة توتر شديدة". وأوضح أن "حديث شباط عن كون موريتانيا جزء من المغرب، وهو موضوع كان محل نقاش وانقسام في المغرب وموريتانيا بما لا يمكن لأية جهة أن تزيله كحقيقة تاريخية، جاء في سياق استحضار مرحلة من تاريخ المغرب المعاصر". قبل أن ترد وزارة الخارجية والتعاون ببيان، الاثنين الماضي، قالت فيه إن "المغرب يعلن رسميا احترامه التام لحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، المعروفة والمعترف بها من طرف القانون الدولي، ووحدتها الترابية"، وتلته زيارة رسمية قام بها رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، يوم أمس الأربعاء إلى نواكشوط، لاحتواء تداعيات التصريحات، بعدما أجرى الملك محمد السادس اتصالا هاتفيا بالرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بهذا الشأن.