في زحمة الواجبات التعليمية والذهاب والإياب صباح مساء للجامعة، يستغل الطلبة بعض وقتهم الحر من أجل إنجاز بعض الهوايات المفضلة لديهم أو متابعة ما يحلو لهم من قنوات فضائية أو ممارسة أنشطة رياضية أوغيرها، ونظرا لأهمية الوقت في حياة الإنسان.. "التجديد" التقت ببعض الطلبة فسألتهم عن كيفية استغلال وقتهم الحر، ونوعية الكتب التي يحبون مطالعتها فجاءت تصريحاتهم كالآتي: مروان علمي (تخصص لغة فرنسية):اهتمامي: الرياضة والإعلاميات أقضي أوقات فراغي في الرياضة والإعلاميات لا أقرأ الجرائد أو الروايات، أهتم فقط بالانترنيت خاصة الألعاب والدردشة وبعض البرامج. سعيدة بوزرواطة (تخصص الفلسفة):الانترنيت فقط... يأخذ الأنترنيت كل أوقات فراغي بالبيت فلا أخرج إلا للكلية، فهواياتي هي البحث في الشبكة العنكبويتة عن مواضيع مهمة، إضافة إلى الدردشة الشات، ولا أقرأ أي كتاب خارج المقرر الدراسي ولا أستمع للأخبار. عبد الله (تخصص كيمياء): أقرأ الشعر وأستمع للأخبار أقضي معظم وقتي في الدراسة ومراجعة دروسي، أما اوقات فراغي فغالبا ما أستغلها للرياضة وقراءة الشعر والاستماع للموسيقى إضافة إلى أنني أتابع الأخبار عبر بعض القنوات الفضائية. رشا العقاد (21 سنة تخصص اللغة الفرنسية):أعمل نهاية الأسبوع.. وأغني قضاء وقت الفراغ رهين بهواية كل فرد على حدى، فمثلا أنا أعشق الغناء فأقضي بعض من أوقاتي في ممارسة هذه الهواية، إلى جانب قراءة بعض المجلات والكتب الفنية والثقافية خاصة باللغة الفرنسية، كما أن عطلة نهاية الأسبوع أقضيها في العمل بأحد المطاعم الكبرى. نجاة السباعي (الاقتصاد):أقرأ كتب ذات طابع سياسي أعتبر أن وقت الفراغ لا ينبغي أن يكون فارغا، بل ينبغي استثماره بما يعود بالنفع على الطالب، أنا أقضي جل وقتي في الدراسة والبحث، وإذا ما أحببت الترفيه عن نفسي أخرج رفقة صديقاتي في نزهة فنضحك عبر تبادل النكت، أما المطالعة الحرة فأقرأ كتب ذات طابع سياسي وثقافي وأدبي كالروايات والمجموعة القصصية. عبد الحق (السنة الأولى فيزياء):أذهب لنادي الانترنيت والسينما أقضي جل أوقاتي في الدراسة ومراجعة دروسي بالمكتبة إلى جانب قراءة الكتب العلمية، وإلى جانب ذلك أمارس الرياضة وأذهب لنادي الانترنيت والسينما. محمد التاقي (الدراسات الإسلامية): أحفظ القرآن وأقرأ الروايات باللغة الفرنسية أمضي جل أوقاتي في الدراسة وإذا ما تبقى لي وقت أستمع للأخبار أو أذهب للسينما رفقة أصدقائي لمشاهدة بعض الأفلام الجيدة، كما أخصص وقتا لحفظ القرآن وقراءة الروايات خاصة باللغة الفرنسية. وألاحظ أن العديد من الشباب أصبح يأخذ الانترنيت كل وقته لدرجة الإدمان. ياسين علمي (طالب):لا أحب الكتب ذات الطابع السياسي إضافة إلى الدراسة أعمل مهنة حرة، فلايبقى لي وقت للفراغ، وتبقى لي ساعة واحدة يوميا أقضيها في الانترنيت للبحث عن الجديد والأخبار، إضافة إلى قراءة بعض الكتب الثقافية فقط لأنني لا أحب الكتب ذات الطابع السياسي. حنان خزيمي (اللغة العربية وآدابها): أنشط الأطفال أقضي وقت فراغي في العمل الجمعوي في تنشيط الأطفال وفي كل ما هو تربوي، بالإضافة إلى أنني أذهب إلى نادي الانترنيت من أجل البحث عن كل ما هو مفيد، وبخصوص المطالعة فيمكن القول إننا أميين ثقافيا، لكن عموما أستمع للأخبار وأقرأ بعض المجلات والجرائد، كما أنني مهتمة بكل ما هو طبي خاصة في ما يتعلق بتوليد النساء. سهام عبيد الله (شعبة الفلسفة):أمارس الرياضة والأشغال المنزلية أقضي معظم أوقات فراغي بالبيت أساعد أمي في الأشغال المنزلية، كما أنني أقرأ مجلات لها طابع ثقافي، وأتابع بعض البرامج التلفزية، إضافة إلى ممارسة الرياضة كل يوم أحد. لتنظيم وقتك أكثر.. حدد هدفك في الحياة غالباً ما تلجأ بعض الأسر إلى صياغة هدف لأبنائها، على الرغم من عدم رغبة الأبناء بهذا الهدف، لذلك تأتي النتائج المدرسية مخيبة لآمال الأسرة والأبناء على حد سواء، لذلك لا بد أن يتبلور في ذهن الطالب بشكل ذاتي، ومن المراحل الأولى هدفه في الحياة ويسأل نفسه الأسئلة التالية : - ماذا أريد أن أحقق من خلال دراستي ...؟ - ماذا أريد أن أكون في المستقبل ...؟ - ما هي الخطوات العملية التي عليّ أن أقوم بها لتحقيق مستقبلي ...؟ مجموعة هذه الأسئلة وأسئلة غيرها، إلى جانب تشجيع ومساعدة الأهل في صياغة الهدف ، شريطة أن تأتي المساعدة على منوال حاجات ورغبات وقدرات وتطلعات الطالب، هي من الأمور المهمة لتفعيل وتنمية مهارة إدارة الوقت وتنظيمه، فالطالب يعرف أنه كلما انتظم لديه الوقت وأنجز واجباته المدرسية على النحو المطلوب كلما اقترب من تحقيق هدفه الذي يحلم به . ولقد بينت دراسة تربوية حديثة، أن الإنسان الذي لديه هدف واضح في حياته تزداد إمكاناته المعنوية بشكل كبير ، ويستيقظ عقله، وتتحرك دافعيته، وتتولد لديه أفكار ، التي من شأنها أن توصله لتحقيق هدفه وقد أصبح الهدف في حياة الإنسان أساس نجاحه، فالطالب وطوال مسيرة حياته الدراسية يحتاج إلى مرجعية (هدف) يعود إليه عندما تتقاذفه مجريات الحياة ومتغيراتها ، بحيث تمنحه هذه المرجعية قوة الدفع الذاتية، التي تحافظ على توازن الطالب وتعطيه الدافعية نحو الإنجاز والاستمرارية لبلوغ الهدف. كثير من الطلبة الذين يخفقون خلال مسيرتهم الدراسية، إما بالرسوب في إحدى السنوات الدراسية أو بالإخفاق في تحقيق درجات اجتماعية عالية، أو هناك من يواجه مشكلات مادية أو معنوية في حياته. وهنا يقع هؤلاء الطلاب فريسة سهلة للوم وتأنيب الضمير، مما ينعكس سلباً على إدارتهم لحياتهم. إن الشخصية الناجحة في الحياة، هي الشخصية المصقولة بالمعاناة والتجارب المؤلمة بحيث يقاس نجاح شخص بقدرته على خوض التجارب الجديدة مهما كانت صعبة أو مؤلمة ..