أثارت تصريحات وزير العدل محمد بوزوبع الثلاثاء 27 دجنبر 2005 أمام مجلس المستشارين الكثير من ردود الفعل الغاضبة من الجسم الصحافي، فقد أعلن الوزير الاتحادي عن تكوين خلية خاصة بتتبع كل ما تنشره الصحافة الوطنية، وعن أن النيابات العامة تضطلع بمسؤولياتها في تحريك متابعات ضد كل من نشر رسائل إحباط وتيئيس وتشكيك في المؤسسات والثوابث، فقد اعتبرت الفيدرالية المغربية لناشري الصحف من جهتها أن وزير العدل لجأ الى إجراءت طوارئ واستعمل مصطلحات لوصف أفعال لا يتضمنها قانون الصحافة، وهو ما يعتبر تصعيدا غير مبرر في مواجهة الصحافة، في حين اعتبرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن تكوين خلية لمتابعة ما تنشره الصحف يكرس منهجية الترصد للعمل الصحافي. وقالت فيدرالية الناشرين إنها تلقت باستغراب تصريحات وزير العدل، داعية في الوقت نفسه إلى التعجيل بإخراج قانون الصحافة المعدل إلى حيز الوجود حتى تحدد الضوابط القانونية لعمل الصحافيين بكل دقة وتتجسد المعادلة المنصفة بين حرية الصحافة وحق المواطن في الإخبار من جهة، ومسؤولية الصحافي من جهة أخرى. وشددت الفيدرالية على ضرورة الإسراع بإخراج المجلس الوطني للصحافة الى حيز الوجود بما يجنب في كثير من الاحيان الانزلاقات، سواء من السلطة أو من العاملين في القطاع، مع العمل على توضيح الثوابت بما ينسجم مع الهوامش التي يتيحها الانتقال الديمقراطي وذلك بتوافق بين كل المعنيين. وعلى إثر ردود الفعل تجاه ما أعلنه بوزوبع، أشار بيان توضيحي من وزارة العدل إلى أن هذه الردود أعطت لتصريح وزير العدل أبعادا وتأويلات أخرجتها عن مضمونها وأهدافها الملتزمة بالمشروعية والقانون، وسجل البيان أن إحداث هذه الخلية يدخل في إطار الاهتمام بما تنشره وسائل الإعلام، سواء تعلق الأمر بتظلمات المواطنين أو بالممارسات داخل أجهزة الدولة والإدارة، وأبرز البيان أن هذه الخلية تجد مرجعيتها في مقتضيات قانونية ومناشير صادرة عن الوزير الأول، مثل المنشورالمؤرخ في فاتح دجنبر1993 والذي يقضي بإحداث مهمة الملحق الصحفي بالدواوين الوزارية والمؤسسات العمومية. من جهتها، أكدت النقابة الوطنية للصحافة المغربية أن الجسم الصحفي لا يمكنه أن يقبل هذا النوع من المراقبة الجنائية، واعتبرت النقابة في بلاغ لمكتبها الوطني انعقد يوم 24 دجنبر الماضي أن هذا السلوك يأتي استمرارا للنهج الذي سبق أن رفضته النقابة والهيآت الحقوقية، لأنه يعتمد على منطق منغلق، كما دعت النقابة إلى إيقاف متابعات الصحف، وتغليب منهجية الحوار والتوضيح والانفتاح.