أعطيت صباح يوم الثلاثاء الماضي الانطلاقة الفعلية لمهام المجموعة الحضرية للأمن بالناظور بعدما تم تجهيزها وإخضاع كافة أطرها وعناصرها بتدريب دقيق وشامل بالمعهد الملكي للشرطة بمدينة القنيطرة. وذلك بحضور والي الأمن وعامل إقليمالناظور ومختلف المصالح الأمنية بالإقليم ورؤساء المصالح الخارجية والسلطات الإقليمية. ويتكون أول فوج لهذه المجموعة في انتظار التحاق فوج آخر من 100 شرطي معزز بسبعة عشر سيارة و32 دراجة نارية ومعدات للتدخل السريع وذلك لتعزيز الأمن واستتبابه بالمنطقة، وبهذا ستكون مدينة الناظور المنطقة الأمنية الوحيدة داخل الولاية التي ستستفيد من خدمات المجموعة الحضرية للأمن، بعد أن استفادت في الصيف الماضي من خدمات المجموعة الحضرية لولاية وجدة في إطار دعم الأمن الذي يتطلبه التوافد المتزايد للمهاجرين المغاربة والتي أعطت نتائج جد مهمة وينضاف إليها خلق مراكز لشرطة القرب في جميع النقط السوداء المتواجدة في الأقليم. وأوضح رئيس المنطقة الأمنية في كلمة ألقاها بالمناسبة على أن إحداث الفرقة الحضرية للأمن يندرج في سياق الاستراتيجية الجديدة للإدارة العاملة للأمن الوطني في إعادة هيكلة المصالح المركزية والخارجية بإحداث ولايات للأمن ومناطق إقليمية تابعة لها وفقا لتصور شمولي يستهدف قبل كل شيء العمل على الوقاية من الجريمة وردع أسبابها قبل وقوعها والتقرب من المواطنين عبر مد جسور تواصل يومي معهم في خطوة تترجم بشكل واقعي وملموس المفهوم الجديد للسلطة الذي نادى به جلالة الملك محمد السادس نصره الله. وأضاف رئيس المنطقة الأأمنية أن الإدارة العامة للأمن الوطني قد حرصت على تصدير برنامج طموح يتوخى برمجة إحداث أكثر من ألف مركز لشرطة القرب عبر مجموع التراب الوطني يمتد إلى غاية 2007 سيعمل بها أكثر من 12000 شرطي. كما حرصت الإدارة في نفس السياق على إنشاء الفرق المتحركة للسير الطرقي لتوطيد ركائز احترام قوانين السير لضمان السلامة الطرقية من خلال مضاعفة إجراءات التوجيه والمراقبة والزجر فضلا عن العمل على إحداث مجموعات للتدخل السريع التي سترى النور قريبا. و التي ستكون من مهامها الأساسية العمل على ضمان استتباب الأمن والسكينة لفائدة المواطنين. وأكد رئيس المنطقة الأمنية في الكلمة ذاتها على أن انطلاقة عمل المجموعة الحضرية للأمن بالناظور سيدشن مرحلة جديد في تطوير أداء الشرطة إجمالا وترسيخ حضور رجالها في الميدان إلى جانب رعايا صاحب الجلالة حرصا على أمنهم وطمأنينتهم وتوطيدا لشروط ممارستهم لكافة حقوقهم .فهذه الخطوة يضيف هي بادرة تعكس بحق الامتياز الذي يحظى به إقليمالناظور في المنظور الاستراتيجي للسيد المدير العام للأمن الوطني والسيد والي الأمن بوجدة وعيا منهما للأهمية البالغة التي يكتسيها هذا الإقليم سواء على صعيد موقعها الجغرافي أو على صعيد طبيعته الديمغرافية و السوسيوقتصادية وما يترتب عنها من حاجيات أمنية خاصة. إن هذه المبادرة التي جاءت في الوقت المناسب لتدارك النقص الحاصل في صفوف الشرطة والتي رسمت ابتسامات عريضة على وجوه سكان الناظور اعتبرها البعض ممن استقت التجديد آراءهم خاصة الذين تجرعوا مرارة القلق والخوف الشديد من الاقتحامات والمداهمات المستمرة للعصابات الإجرامية، التفاتة من المسؤولين إلى هذا الإقليم وبادرة خير ستجعل حدا للمتطاولين على حقوق المواطنين وتبدد مخاوف سكان عدة أحياء عانت الكثير من ويلات التدهور الأمني، فيما لم يعلق البعض الآخر على هذه المبادرة الكثير من الآمال على اعتبار أن العناصر الأمنية طينة واحدة مهما اختلفت المسميات بالنظر إلى طبيعة ممارساتها وطريقة تعاملها مع المواطنين وهو ما يبدد إحساسهم بالأمن الحقيقي الذي ما زال حبيس الشعارات على حد تعبيرهم. وقال والي الأمن السيد عبد الله بلحفيظ في لقاء مع الصحافة عقب الإعلان الرسمي عن الانطلاقة الفعلية لمهام شرطة القرب أن المجموعات الحضرية للأمن ستخضع للتكوين المستمر لترسيخ فلسفة المفهوم الجديد للسلطة كما ستكون متابعة يومية لعمل المجموعة، مؤكدا على أن أبواب كافة المصالح الأمنية ستكون مفتوحة أمام جميع المواطنين وأنه مستعد لتدارس جميع الشكايات على أن تكون الإجابة على الشكايات لا تتعدى 24 ساعة، مشددا على ضرورة القيام بالواجب الأمني تجاه المواطنين وأن أي مسؤول أمني لم يقم بواجبه ولم يستقبل الناس ولم يكن رهن إشارتهم ..يتخذ معه اللازم وستكتب قريبا على أبواب المصالح أنه من احتاج شيئا فإن رئيس المصلحة هو المسؤول لأنه إذا كان هناك من محاسبة فإن ذلك الرئيس هو من سيحاسب.. لأننا في وقت تحميل المسؤولية لمن يتحمل المسؤولية الأمنية.