انشغلت الندوة الدولية لتتبع القمة الإعلامية حول مجتمع الإعلام، التي انطلقت أول أمس الاثنين بمراكش كثيرا بإشكالات حرية التعبير والرأي والعمل الصحفي بإفريقيا والعالم العربي، وكذا بالعمل المطلوب لردم الهوة الرقمية الكبيرة بين دول الجنوب والشمال. ويعول على الندوة، التي عقدت تحت عنوان دور ومكانة وسائل الإعلام في مجتمع الإعلام بإفريقيا والعالم العربي وستختتم أعمالها مساء اليوم، أن تعد مقترحات واضحة تقدم للمرحلة الثانية للقمة العالمية حول مجتمع الإعلام، المقرر عقدها بتونس في بحر سنة ,2005 التي يراهن عليها بدورها أن تقوم بعملتين أساسيتين وهما: صياغة وثائق نهائية ملائمة استنادا على نتائج مرحلة جنيف من القمة العالمية، عملا من أجل دعم عملية بناء مجتمع معلومات عالمي وتقليص الهوة الرقمية وتحويلها إلى فرص رقمية، ومتابعة وتنفيذ خطة عمل جنيف 2003 على الأصعدة الوطنية والإقليمية والدولية، بما في ذلك منظمة الأممالمتحدة. وكان نبيل بنعبد الله، وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، قد أكد في الجلسة الافتتاحية للندوة المذكورة أن الحكومة المغربية باحتضانها لهذه التظاهرة تعبر بشكل ملموس عن وعيها وانخراطها بكل عزم وحماس في العمل الذي تقوم به المجموعة الدولية من أجل إحداث إطار قانوني وسياسي واقتصادي عادل ومنصف للتطور الهائل الذي يعرفه مجتمع الإعلام والاتصال، مشيرا إلى أنه لا سبيل للتقدم والتنمية الإنسانية إلا عبر التمكن من العلم والمعرفة والولوج المتكافئ والمتحكم فيه للمعلومة. وطالب بنعبد الله بالانتباه لخطورة الهوة الرقمية بين دول الجنوب والشمال، وضرورة سعي هذه الأخيرة إلى المساهمة في ردمها، مذكرا في السياق ذاته بأنه يتعين ألا تكون التغيرات التكنولوجية الهائلة والتطورات السريعة لوسائل الاتصال والإعلام مصدرا إضافيا للامساواة، وتفقير وإقصاء جزء من البشرية، بل غالبيتها الساحقة لفائدة أقلية من الدول والسكان. رشيد الطالبي العلمي، الوزير المنتدب المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة، شدد على أن اللقاءات التحضيرية لقمة تونس مطالبة بفتح المواضيع التي لم تحسم فيها قمة جنيف، وظلت معلقة، من قبيل الإدارة العالمية لميدان الأنترنيت، وإيجاد الوسائل المالية والآليات لدعم برامج التنمية الخاصة بردم الفجوة الرقمية بين الدول النامية والدول المتقدمة، معربا عن تأييد المغرب لمبادرة رئيس جمهورية السينغال بشأن إحداث الصندوق الخاص لتمويل مشاريع ردم الفجوة الرقمية. أما إيدان وايث، الكاتب العام للفدرالية الدولية للصحافيين، الذي نوه بالتقدم الحاصل في المغرب على مستوى حرية التعبير وإبداء الرأي، فقد انتقد بشدة قمة جنيف ,2003 وقال إنها فشلت في متابعة وتنفيذ ما تم إقراره والاتفاق عليه، وأضاف أنها لم تتمكن من الضغط على الحكومات للالتزام بتعهداتها واحترام حرية التعبير واعتماد قوانين تكرسها، مشيرا إلى أن كثيرا من الصحافيين يعيشون تحت التهديد والمراقبة والتدخل، وما إلى ذلك من المضايقات، في إفريقيا وأغلب الدول العربية، وأكد وايث، أن القمة لم تساعد القطاع الإعلامي العمومي على القيام بدوره، ولم تناقش الظروف المادية والاجتماعية التي يشتغل في ظلها الصحافيون. وأوضح وايث أن قمة تونس يجب أن تشتغل على محاور ملموسة في الواقع تيسر حرية العمل الصحفي وتكرس عمليا مجتمع الإعلام والمعرفة، موضحا أن الفدرالية الدولية للصحافيين، وعلى عكس العديد من المنظمات التي تفكر في مقاطعة قمة تونس، ستحضرها تضامنا مع الصحافيين التونسيين، واصفا تونس في الوقت نفسه بالبلد ذي السجل الضعيف في حرية الصحافة وحقوق الإنسان. محمد عيادي/ مراكش