أكد الحسين الوردي وزير الصحة أن الاضطرابات النفسية تشكل تحديا للصحة العمومية بالمنطقة المغاربية، مما يستدعي إعادة التفكير في الاستراتيجيات المعتمدة وكذا تعزيز علاقات الشراكة والتعاون من أجل الاستجابة بشكل أفضل لحاجيات الساكنة في مجال الصحة النفسية. وأبرز في كلمة تلاها بالنيابة البروفيسور عبد الرحمان المعروفي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض لدى الوزارة، خلال أشغال الدورة 33 للمؤتمر الوطني للطب والدورة 45 للمؤتمر الطبي المغاربي المنظم يومي 2و3 دجنبر الجاري بالدار البيضاء تحت شعار "الصحة النفسية بالمغرب العربي"، أن هذه الاضطرابات النفسية تمثل نحو 16 في المائة من التكلفة الاجمالية لمختلف الحالات المرضية بالمغرب مقابل في 17 المائة بتونس و 13 في المائة بالجزائر . وذكر في هذا الصدد بأن المغرب انخرط خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2013 و2016 في برنامج وطني للوقاية وللتكفل بحالات الاضطرابات النفسية وذلك في إطار مقاربة شمولية متعددة القطاعات تنبني على مبادئ احترام حقوق الانسان، حيث تم خلق جيل جديد من المصالح الطبية للعلاج النفسي، 6 منها سارية المفعول بالمستشفيات العمومية و 4 أخرى قيد الإنجاز. وأشار إلى أن ذلك يندرج في إطار التوجيهات الجديدة التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية، داعية من خلالها إلى استبدال مستشفيات الطب النفسي والعقلي بمصالح طبية لتقديم خدمات العلاج النفسي في فترة استشفائية قصيرة. وقد صاحب هذا الإجراء- يضيف الوردي- تكوين وإدماج المزيد من الأطر الطبية المختصة حيث انتقل عددهم من 75ر0 في سنة 2012 الى نحو طبيب نفساني واحد لكل 100 ألف نسمة سنة 2015 ، فضلا عن الارتفاع في عدد الممرضات في المجال من 759 إلى 1003 ممرض وممرضة، أي بمعدل 96ر2 من الممرضين لكل مائة ألف نسمة.