أكد الحسين الوردي وزير الصحة أن الاضطرابات النفسية تمثل نحو 16 في المائة من التكلفة الاجمالية لمختلف الحالات المرضية بالمغرب مقابل في 17 المائة بتونس و 13 في المائة بالجزائر . وأبرز في كلمة تلاها بالنيابة البروفيسور عبد الرحمان المعروفي مدير مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض لدى الوزارة، خلال أشغال الدورة 33 للمؤتمر الوطني للطب والدورة 45 للمؤتمر الطبي المغاربي المنظم يومي 2و3 دجنبر الجاري بالدار البيضاء تحت شعار "الصحة النفسية بالمغرب العربي"، أنه تم خلق جيل جديد من المصالح الطبية للعلاج النفسي، 6 منها سارية المفعول بالمستشفيات العمومية و 4 أخرى قيد الإنجاز. وأشار الوردي إلى أنه تكوين وإدماج المزيد من الأطر الطبية المختصة حيث انتقل عددهم من 0,75 في سنة 2012 الى نحو طبيب نفساني واحد لكل 100 ألف نسمة سنة 2015 ، فضلا عن الارتفاع في عدد الممرضات في المجال من 759 إلى 1003 ممرض وممرضة، أي بمعدل 96ر2 من الممرضين لكل مائة ألف نسمة. كما تضاعفت الميزانية السنوية التي ترصدها الوزارة الوصية لشراء الادوية خلال الفترة الممتدة ما بين سنتي 2013و2016 حيث انتقلت قيمتها من 52 مليون درهم إلى 113 مليون درهم، وذلك فضلا عن اقدامها على سلسلة من التخفيضات التي شهدتها اثمنة العديد من الادوية خاصة منها المضادة للذهان والاكتئاب. وأضاف أنه في نفس المنحى عمدت وزارة الصحة إلى اطلاق عملية طبية إنسانية سنة 2015 تحت اسم "مبادرة الكرامة" تم عبرها تحرير ما يزيد عن 800 من المصابين بالأمراض النفسية ضحايا الاحتجاز وسوء المعاملة في مأوي غير مشروعة بمحيط ضريح "بويا عمر". وخلص إلى أن آخر المعطيات تفيد أن الحاجيات الملحة لتحسين الصحة النفسية لازالت خارج التغطية خاصة في صفوف الشبان والمراهقين والشيوخ وكذا في بعض الاوساط مما يستدعي إيلاء مزيد من العناية للوقاية من حالات الانتحار التي تعد من الأسباب الرئيسية في نسبة الوفيات لديهم. يشار إلى أن هذا اللقاء ، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تميز إلى جانب تدارس الخبراء المغاربة والدوليين لآخر المستجدات العلمية في المجال الطبي، بالإعلان عن ميلاد شبكة لنحو 100 من أطباء الصحة النفسية وطب الأطفال من أجل المساهمة طواعية في الحماية والتكفل الصحي بالأطفال ضحايا الاستغلال والعنف والمخدرات.