أشار حسن أوريد والي جهة مكناس تافيلالت أن العرض الدولي للفلاحة للمغرب المزمع تنظيمه بمكناس من 17 إلى 24 مارس 2006 يجسد الأهمية الاستراتيجية للقطاع الفلاحي بالمغرب. وهو رد عملي على أولائك الذين شككوا يوما في التوجه الاستراتيجي للقطاع الفلاحي. وأبرز أوريد في الندوة الصحفية التي انعقدت الخميس الماضي بمقر ولاية مكناس أن أهداف العرض الدولي تتجلى في السعي إلى عقلنة القطاع، بهدف إدماج شريحة عريضة من الفئات المتوسطة من الشعب المغربي، المتمركزة أساسا في الوسط القروي. كما تطرق إلى فلسفة التظاهرة التي تكمن، حسب والي مكناس، في محاولة الارتقاء بالقطاع الفلاحي ليحتل المكانة الاستراتيجية، ثم في إدماج شرائح واسعة من المغاربة في صيرورة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وفي الرفع من تنافسية الفلاحة المغربية. لذلك ركز أوريد على أن المقاربة المسطرة لهذه التظاهرة تتأسس على وضع أرضية منفتحة للعرض الدولي، ثم إشراك كل الفعاليات والمؤسسات ذات الارتباط بالقطاع الفلاحي. من جهة آخرى، أوضح الكاتب العام لوزارة الفلاحة والتنمية القروية والصيد البحري موحا مرغي أن العرض الدولي للفلاحة، الذي اختير له صهريج السواني كمكان، يأتي في سياق الإصلاحات الكبرى التي يعرفها القطاع الفلاحي المغربي وأساسها العقلنة والمكننة، وأشار مرغي أن التظاهرة تأتي والمغرب يتجه نحو لامركزية تنظيم المعارض الفلاحية، وتتزامن مع تفعيل مقتضيات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. أما لماذا تنظيم التظاهرة في مكناس؟ فأرجعها الكاتب العام للإمكانات الطبيعية للجهة التي تضم خمسة أقاليم، وآزيد من مليونين من السكان، وتمتد على مساحة 79 ألف متر مربع، وبها 134 جماعة قروية وحضرية. كما أن المنطقة تضم إمكانات سياحية وثقافية مهمة، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية للقطاع الفلاحي بالمنطقة. كما توقف المسؤول عند أهداف التظاهرة والتي لخصها في تأهيل وتنمية الشراكة بين المهنيين المغاربة ونظرائهم الأجانب، ثم استيعاب الأنشطة الفلاحية والفلاحين بالمنطقة. لذلك تقرر أن يصبح العرض الفلاحي الدولي بمكناس تظاهرة سنوية للوقوف باستمرار على تطورات القطاع، وكذا الاكراهات البنيوية والظرفية التي تعوق التطورالفلاحي بالمغرب. أما رئيس جهة مكناس تافيلالت سعيد اشباعتو، فأوضح أن التظاهرة تمثل مناسبة للتعريف بالثقافة الاندماجية بين مكناس المركز والوسط القروي المحيط به، ثم إن العرض يستهدف توسيع وترجيح القدرات التفاوضية للفلاحين بالمنطقة والمغرب ككل، خاصة الصغار منهم. فالمبادرة، حسب اشباعتو، ما هي إلا تتويج لرؤية يجب أن تستوعب الفلاح الصغير الذي يمثل ضمان استمرارية القطاع. من هنا خلص اشباعتو إلى أن العرض الدولي للفلاحة بمكناس يعد ميلادا جديدا لتظاهرة تنظر إلى القطاع الفلاحي بمنظار الثقافة الاندماجية والمستوعبة لقدرات الفلاح المغربي.