أدلى عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال ووزير الدولة بحديث لصحيفة الشرق الأوسط تناول فيه عدة قضايا تتعلق بهيمنة اللغة الفرنسية والتعديلات الدستورية والحكم الذاتي في الأقاليم الصحراوية وغير ذلك. وقال عباس الفاسي إن العربية والأمازيغية لغتان يتيمتان في المغرب، مشيرا الى أنه منذ عام 1977 تاريخ مشاركة حزب الاستقلال في الحكومة الى عام 1985 تاريخ خروجه منها، كانت جميع مداولات مجالس الحكومة تتم باللغة العربية، بيد أنه لاحظ منذ سنوات، والآن بشكل أكثر، أن اللغة العربية في تراجع سواء في المجلس الحكومي او في الاجتماعات الرسمية. وعبر عباس الفاسي عن أسفه لهذا التراجع، وأضاف كل شيء أصبح بالفرنسية. وتحدث عباس الفاسي عن الأمازيغية وقال تاريخيا الذي دافع وعرف نقطة الضعف الأولى هو الراحل علال الفاسي، الذي اقترح إحداث كرسي في كل كليات الآداب لتدريس الأمازيغية، قبل أن يضيف أن من دافع باستماتة عن الأمازيغية هم جمعيات المجتمع المدني. وقال عباس الفاسي إن العالم الأمازيغي يعطف على حزبه. بيد أنه أشار إلى أن الأمازيغية لا يمكن أن تكون الآن لغة رسمية، وطالب بأن يتم إدراجها بنص في الدستور كلغة وطنية. وبشأن اقتراح الحكم الذاتي الذي يعتزم المغرب تقديمه لطي ملف الصحراء، قال عباس الفاسي إن موقف حزبه واضح. مشيرا إلى أن السيادة، كما عبر عنها جلالة الملك محمد السادس، غير قابلة للتفاوض. كما أن حزب الاستقلال لا يستعمل عبارة الحكم الذاتي بل الجهوية الموسعة مشيرا إلى أن جميع قرارات الحزب وخطاباته تتحدث عن الجهوية الموسعة، ويعتبرها أساسية لتقدم المغرب، بغض النظر عن قضية الصحراء. وبخصوص موعد تقديم مذكرة مشتركة بين حزبي الاستقلال والاشتراكي حول الاصلاحات الدستورية، وعما إذا كان ذلك سيتم قبل أو بعد الانتخابات التشريعية، قال الفاسي إننا لم نفصل في الأمر بعد، وأشار إلى أن موضوع الغرفة الثانية في البرلمان (مجلس المستشارين) يشكل مشكلة تتمثل في أنها نسخة طبق الأصل لمجلس النواب، بيد أنه أضاف لا يجب حذف مجلس المستشارين، ولكن إعادة النظر في تركيبته وآلية اشتغاله، والأهم من ذلك يجب أن يهتم المجلس بالتنمية الجهوية والاقتصادية والاجتماعية. وتحدث عباس الفاسي عن العلاقات مع الاتحاد الاشتراكي فقال: أجرينا في الاستقلال والاتحاد الإشتراكي نقدا ذاتيا وإستنتجنا أنه عندما ننسق ونتحالف نحصل على نتائج مهمة للبلاد وعندما نختلف يحصل العكس، وأضاف أن حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي اتفقا على وضع ميثاق شرف لتوفير الحلول لجميع الإشكاليات الممكنة اليوم وقبل الانتخابات وبعدها. وذكر عباس الفاسي أن مطالبة حزب الاستقلال بتقوية سلطات الوزير الأول لا تعني المس باختصاصات جلالة الملك.