ذكر مدير المعهد الوطني للبحث الزراعي أول أمس الثلاثاء بمراكش رداً على سؤال ل >التجديد< أن معهده توصل إلى تقنيات زراعية تمكن من خفض آثار الجفاف على محاصيل الحبوب بنسبة 30 % على الأقل، إلا أن هذه التقنية لم تصل إلى الفلاحين لغياب قطاع صناعي يتولى تصنيعها وتسويقها، موضحاً أنه تم تجريب هذه التقنية، وهي عبارة عن أصناف بذور مبتكرة، في منطقة جمعة سحيم فأنتج الهكتار الواحد في سنة جافة 13 قنطار، في حين لم يتجاوز محصول أراض أخرى في المنطقة ذاتها قنطارين، وزاد حميد نرجس في ندوة صحافية نظمت ضمن أشغال الاجتماع السنوي للمجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية أن مؤسسته العلمية اهتدى إلى تقنية حرث تتيح للأرض الاحتفاظ بما مقداره 100 مليمتر لموسم فلاحي مقبل. وخلص المتحدث نفسه إلى ضرورة التكامل بين مؤسسات البحث والقطاع الخاص للإفادة على أرض الواقع من نتائج البحث العلمي، مستدلاً على ذلك بمثال إذ استطاع المعهد المذكور بفضل تشارك مع مختبر خصوصي إيصال 340 ألف شجرة نخيل إلى المنتجين في واحات تافيلالت. من جهة أخرى، علمت التجديد أن المشاركة المغربية في تلك التظاهرة الدولية تصل إلى زهاء 500 مشارك من مجموع ألف، كما تعرض 30 مؤسسة مغربية (وزارات، جمعيات مهنية فلاحية، مؤسسات عمومية...) إصدارتها وأعمالها في المعرض الكبير الذي يتضمن إنجازات ومشاريع كبريات مؤسسات البحث الزراعي في العالم على اختلاف مجالاتها وتخصصها. وأوضح نرجس أن هذا الاجتماع فرصة ذهبية للباحثين المغاربة للانفتاح على الخبراء والمؤسسات الدولية وللاستفادة من آخر مستجدات البحث الزراعي، ولاستثمار وجود ممولين كبار للبحث الزراعي في التظاهرة، وفي هذا الصدد يتوقع أن يبرم المعهد المغربي مع أطراف متعددة اتفاقيات حول مشاريع بحثية في مجال التكنولوجيا البيولوجية، واتفاق آخر مع مركز دولي متخصص في الماء للتغلب على مشكل نذرته. وفي الندوة الصحافية ذاتها، تولى الإجابة على أسئلة الصحافيين إلى جانب نرجس رئيس المجموعة الاستشارية الدولية للبحوث الزراعية إيان جونسون، والذي قال إن أهم ما نريد التوصل إليه في اجتماع المجموعة هو تحديد الأولويات ومناطق تنفيذها فيما يتصل بالأبحاث الزراعية التي تقودها المجموعة، ورصد منها التغيرات المناخية وتأثيرها على الزراعة وتدبير الموارد المائية، والصحة الحيوانية وارتباطها بصحة البشر، والتكنولوجيا البيولوجية والأغذية المعدلة وراثياً... وأخذت مسألة الطاقة جانباً مهماً في كلام جونسون، إذ شدد إنه أمام الخسائر التي تلحقها الزيادات الكبيرة في أسعار المحروقات على البلدان النامية ومزارعيها، فإنه لا بد من الإكثار من البحوث وتعميقها للتوصل إلى إنتاج وقود بيولوجي مستخرج من بعض المحاصيل الزراعية كقصب السكر، وأضاف أن الأمر في بدايته وثمة بلدان شرعت في استغلال هذا المورد الطاقي البديل كالبرازيل والولايات المتحدة، إلا أن على المجموعة الاستشارية الانكباب بشكل أكبر على هذا الموضوع مستقبلاً، يضيف إيان جونسون.