اعتبر عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري، أن مخططي الفلاحة والصيد البحري يعتبران من أهم التدابير والاستراتيجيات التي وضعها المغرب لتحسين تدبير الموارد وتأمين تزويد ساكنته بالأغذية. وأشار أخنوش إلى أن عدد الجوعى في العالم انتقل في ظرف سنة واحدة من 830 مليون نسمة إلى ما 1.02 مليار نسمة. مؤكدا أن الحكومة المغربية اختارت سياسة الاستمرار في الأوراش الإنمائية الكبرى وتشجيع الاستثمار وتقوية القطاعات الواعدة ودعم الجانب الاجتماعي، ملمحا إلى مخطط المغرب الأخضر الذي اعتبره برنامجا براغماتيا يطمح إلى تحقيق تنمية سريعة للفلاحة المغربية والرفع من الناتج الخام الإضافي السنوي. وينتظر منه أخنوش أن يخلق فرص عمل إضافية والرفع من دخل حوالي ثلاثة ملايين شخص في العالم القروي، فضلا عن مساهمته في توفير الأغذية لأكثر من 30 مليون نسمة. كما ذكر بمخطط قطاع الصيد البحري الذي يراهن على تحقيق مجموعة من الأهداف الاجتماعية والاقتصادية وفي مقدمتها توفير المزيد من فرص الشغل ليصل إلى 115 ألف منصب شغل، زيادة على حجم المنتوجات البحرية وتحسين استهلاك الأسماك على الصعيد الوطني. واعتبر أخنوش، الذي ترأس، أول أمس الخميس حفل تخليد يوم الأغذية العالمي في ذكراه الثلاثين، بحريسة الخيول بمدينة بوزنيقة، أن شعار السنة «تحقيق الأمن الغذائي في وقت الأزمات» هو إشارة قوية للمجتمع الدولي قصد التدخل السريع بنهج سياسات شمولية ومستدامة وبتفعيل كل الاتفاقيات الدولية بغية تحقيق التضامن العالمي وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية لمختلف سكان العالم. واختتم أخنوش كلمته بتجديد دعوة الحكومة المغربية إلى إحداث صندوق متعدد الأطراف يستهدف تقوية الكفاءات ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية بشروط تفضيلية وكذا تمويل إجراء التعامل مع الآثار المرتبطة بالتغيرات المناخية. وعرف الحفل تكريم الفائزين بجائزة الحسن الثاني الكبرى للاختراع والبحث الزراعي والبيطري والفائزين بجوائز منظمة «الفاو». وعادت جائزة الحسن الثاني الكبرى في فئة الاختراعات والتقنيات التطبيقية للباحث محمد جليبن من معهد البحث الزراعي بمكناس، عن بحثه في مجال تطوير «أصناف القمح الطري كخيار للتكييف مع التغيير المناخي». وعادت الجائزة الثانية لفريق من الباحثين، ممثلا في الدكتور نصر الله نصر الحق، مدير البحث بالمعهد الوطني الزراعي بسطات، عن بحثه «التقدم الجيني في ميزات الإنتاجية والجودة عند القمح الصلب، حصيلة ربع قرن»، وعادت الجائزة الثالثة لمحمد بوجناح، باحث بالمعهد الوطني الزراعي بالرباط، عن كتابه حول «خلق تقنيات للتثمين الصناعي للمنتوجات الفلاحية». وعرضت رسالة جاك ضيوف، المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، الأحداث المأساوية التي عرفها العالم خلال السنوات الثلاثة الماضية ووضع الأمن الغذائي العالمي، موضحا أنها أظهرت هشاشة النظام الغذائي، حيث لأول مرة في التاريخ يعاني أكثر من مليار نسمة من الجوع، مما يعني أن واحدا من بين ستة أشخاص يعاني الجوع يوميا. وجاء في الرسالة التي تلاها ممثله الجديد بالمغرب أندري إيبان أن النقص الغذائي ليس بسبب ضعف المحاصيل بل نتيجة للأزمة الاقتصادية العالمية التي أدت إلى انخفاض مداخيل وفرص شغل الفقراء، والتي لم تستثن حتى المزارع الصغيرة والمناطق الريفية، حيث يعيش 70 في المائة ممن يعانون الجوع في العالم. وأشار الدكتور السنغالي الذي حظي بولاية ثالثة على رأس المنظمة العالمية، في رسالته، إلى الزيادات السريعة في أسعار الأغذية الأساسية والتي عرفت أوجها ما بين سنتي 2006 و2008، وكون بعض الانخفاضات الحالية لا تعني نهاية الأزمة الغذائية، موضحا أنه في إفريقيا جنوب الصحراء يظل ما يتراوح بين 80 و90 في المائة من أسعار جميع أنواع الحبوب التي رصدتها المنظمة في 27 بلدا تزيد بأكثر من 25 في المائة عن المستوى الذي كانت عليه قبل بداية أزمة أسعار الأغذية قبل عامين. وتوقع ضيوف أن تنخفض الاستثمارات الخارجية المباشرة وضمنها القطاع الفلاحي بأكثر من 30 في المائة سنة 2009 وأن هذا النقص سيؤدي إلى تقليص فرص الشغل في المناطق الحضرية الذي يؤدي بدوره إلى إرغام الباحثين عن العمل إلى العودة إلى المناطق الريفية. كما توقع أن تتعرض تحويلات المهاجرين، التي شهدت في السابق معدلات نمو بلغت 20 في المائة سنويا وبلغ مجموعها 200 مليار دولار سنة 2008، بنسبة انخفاض تتراوح ما بين 5 و8 في المائة سنة 2009. وأضاف أن صندوق النقد الدولي يتوقع أن تتقلص المعونة الرسمية التي تقدم للبلدان الواحدة والسبعين الأشد فقرا بنحو 25 في المائة، وقد لا تتوافر القروض في الأسواق المالية نتيجة لارتفاع تقييم المخاطر والذي من شأنه أن يرفع من حدة هذه المخاطر.