بعد ردود الفعل المدنية الغاضبة التي عبرت عنها مجموعة من الفعاليات المغربية قبل أيام، احتجاجا على استقبال البرلمان المغربي لنواب من الكنيست الصهيوني بمناسبة انعقاد منتدى البرلمان الأوروبي متوسطي (الجمعية البرلمانية الأورومتوسطية حاليا)، واستنكارا من هذه الفعاليات للتطبيع السياسي مع الدولة العبرية في الوقت الذي تواصل حكومة شارون شن المذابح في صفوف الشعب الفلسطيني وقصف بيوت الفلسطينيين، جاء الدور على السياحة كبوابة لتطبيع العلاقات بين المغرب والكيان الصهيوني. هذا ما رشح من غلاف مجلة مغربية تصدر باللغة الفرنسية ومتخصصة في السياحة بعنوانفلاش توريزم في عددها الأخير الذي تصدره عنوان بارز إسرائيل: سوق في متناول أيدينا. حيث كتبت بأن الدولة الصهيونية تضم سائحين يمكن أن يلعبوا دورا في النهوض بالسياحة الوطنية في بلادنا، وأن دعوة 500 ألفا من اليهود المغاربة المقيمين فيها لزيارة المغرب من شأنه أن يشكل دفعا لمشروع تنمية السياحة في المغرب، خاصة وأن دخل الفرد الإسرائيلي في الدولة العبرية تضيف المجلة يقدر بنحو 20 ألف أورو سنويا، الأمر الذي يجعلهم مفيدين للمغرب من أجل العملة. وتضيف المجلة قائلة:هناك سوق في متناول أيدينا وعلى مشارف أن يتم استغلاله كفاكهة ناضجة، وهو إسرائيل الذي لا يمكن لتطبيع العلاقات معها إلا أن يقويه، وليست أمام المملكة المغربية سوى خطوة صغيرة صعبة يجب أن تخطوها. هذه الدعوة المباشرة والصريحة إلى تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية ومطالبة المغرب بأن يخطوالخطوة الصعبة تأتي في إطار حملة إعلامية إعلانية بدأت منذ أسابيع عندما وجه رئيس الكيان الصهيوني دعوة علنية إلى الملك محمد السادس لزيارةإسرائيل، تلاها نشر حوار صحافي مع أرييل شارون في إحدى اليوميات المغربية المهتمة بالاقتصاد قال فيه إن المغربيحظى بامتنان كبير في إسرائيل، وأنا شخصيا أرى أن التقارب المتميز بين بلدينا مهم جدا، وأتمنى أن تتطور هذه العلاقات وتتنامي.