يستدل من عملية رصد ومتابعة الانتهاكات الإسرائيلية خلال شهر نونبر الماضي، التي قامت بها مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان ومقرها مدينة نابلس أن إسرائيل لا تزال تستهدف المواطنين الفلسطينيين سواء بالقتل المتعمد أو الإصابة، وهو ما يتنافى مع المادة الصادرة عن لجنة الأممالمتحدة لحقوق الإنسان بأن الحق في الحياة هو "الحق الإنساني الأسمى"، كما يعتبر بدوره أهم وأبسط حق من حقوق الإنسان. وعلى الرغم من ذلك فقد دأبت قوات الاحتلال الإسرائيلية على انتهاك حق المدنيين الفلسطينيين في الحياة من خلال استخدام القوة المفرطة والمميتة والقتل بجميع أشكاله, وفي مخالفة واضحة لأحكام المادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، ونصوص المدونة الخاصة لقواعد وسلوك الموظفين المكلفين بإنفاذ القانون، واتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب. وخلال شهر تشرين الثاني الماضي قتلت القوات الإسرائيلية "17" مواطنا، من بينهم طفلان دون سن الثامن عشرة، في حين قضى"6”مقاومين في عمليات إعدام خارج نطاق القانون"اغتيال"، والشهداء موزعين على النحو التالي: * مدينة جنين "7" شهداء، وهم: رأفت موسى تركمان "21" عاما، استشهد بتاريخ 2/11/2005 أصيب بعيار ناري في الصدر بعد وقوع اشتباكات مع قوات الاحتلال، والشهيد أحمد سليمان الخطيب "11" عاما، استشهد بتاريخ 3/11/2005 أصيب بعيارين في الرأس والصدر صباح عيد الفطر عندما كان يلهو ببندقية بلاستيكية، والشهيد محمد هشام عساف كميل "24" عاما، استشهد بتاريخ 4/11/2005 متأثرا بجراحه التي أصيب بها قبل خمسة أيام حيث أصيب بعيار ناري في الصدر، والشهيد شجاع زهير البلعاوي "20" عاما، اغتيل 13/11/2005 بعد أن تم إلقاء القبض عليه حيا ومن ثم تم إعدامه رميا بالرصاص في رأسه، والشهيدان محمد جمال زايد "20" عاما وأحمد صابر عباهرة "22" عاما اللذين اغتالتهما القوات الخاصة بتاريخ 17/11/2005 التي تنكرت بالزي المدني و أطلقت النار على سيارتهما، والشهيد صلاح فايز أحمد فقها "25" عاما أصيب بعيار ناري في الظهر اخترق البطن. * قطاع غزة "6" شهداء" وهم: الشهيدان فوزي محمد أبو قرع "37" عاما و حسن عطية المدهون "33" عاما من مخيم جباليا، اغتيلا بتاريخ 1/11/2005 بعد أن قصفت المروحيات الإسرائيلية من دون طيار سيارتهم في المخيم، والشهيد هاني عودة أبو صواوين "30" عاما من دير البلح، استشهد بتاريخ 7/11/2005 متأثرا بجراحه التي أصيب بها بتاريخ 12 أيلول الماضي بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه بالقرب من حاجز أبو هولي، والشهيد أكرم عيد أبو غديين "22" عاما من الشيخ رضوان استشهد بتاريخ 10/11/2005 بعد أن إطلاق جنود الاحتلال النار عله بالقرب من السياج الفاصل، والشهيد بلال واكد الشاعر "22" عاما من خان يونس أستشهد بتاريخ 13/11/ 2005 بعد أن أصيب بعيار ناري في الظهر وترك ينزف لعدة ساعات، وعثر على جثته بالقرب من معبر "صوفيا"، والشهيد عماد سامي عبد العال "20" عاما من حي الصبرة، استشهد بتاريخ 14/11/2005 بالقرب من السياج الفاصل. * مدينة نابلس شهيدان هما: محمد حمدي أبو صالحة "16" عاما، استشهد بتاريخ 8/11/ 2005 أصيب بعيار ناري في الرأس، وأمجد محمد رشيد الحناوي "35" عاما، اغتيل بتاريخ 14/11/2005 بعد محاصرة المنزل الذي كان بداخله وهو قائد كتائب عز الدين القسام في شمال الضفة، أصيب بعدة أعيرة نارية في الرأس وأنحاء متفرقة من جسده. * وفي مدينة القدس استشهد الشاب سمير ربحي داري "35" عاما بتاريخ 9/11/2005 بعد أن أصيب بعيار ناري في الصدر، وفي مدينة الخليل استشهد الشاب زيد عمر أبو عيشة "24" عاما بتاريخ 18/11/2005 بعد أن إطلاق جنود الاحتلال النار عليه فأصيب بعيار ناري في الظهر اخترق البطن. الجرحى أما بخصوص الجرحى فقد أصيب أكثر من "90" مواطنا بالرصاص الحي والمطاطي وشظايا الصواريخ الإسرائيلية أو تعرضوا للضرب المبرح على يد جنود الاحتلال أو المستوطنين، ويلاحظ خلال الشهر الماضي تزايد حالات الاعتداء على المواطنين والتنكيل بهم على الحواجز الإسرائيلية. المعتقلون أعتقل خلال الشهر الماضي أكثر من" 300" مواطنا، غالبيتهم من نشطاء حركتي حماس والجهاد الإسلامي ضمن الحملة المتواصلة التي تستهدف نشطاء الحركتين، ومن ضمن المعتقلين عدد من الأطفال والفتيات والصحفيين، واعتقل عدد كبير من المواطنين من منازلهم بعد عمليات دهم وتفتيش، في حين اعتقل عدد آخر من على الحواجز العسكرية ونقاط العبور، واعتقل عدد آخر أثناء مشاركتهم في المسيرات السلمية ضد الجدار الفاصل. وكان لمدينة الخليل نصيب الأسد من عدد المعتقلين، حيث اعتقل ما يقارب "80" مواطنا، تلتها مدينة نابلس حيث اعتقل ما يقارب "65" مواطنا، وفي مدينة جنين اعتقلت قوات الاحتلال "43" من أبناء المدينة، وفي بيت لحم اعتقل "41" مواطنا، وفي طولكرم اعتقلت قوات الاحتلال "23" مواطنا، وفي القدس اعتقلت قوات الاحتلال ما يقارب "22" مواطنا، وفي قلقيلية اعتقل "5" مواطنين، في حين اعتقل ثلاثة مواطنين من طوباس وآخرين من سلفيت وطمون. مؤبدات هذا وقد أصدرت المحاكم الإسرائيلية أربعة أحكام بالاعتقال المؤبد خلال الشهر الماضي بحق كل من: المعتقل محمد زكريا الحمامي "25" عاما من مدينة نابلس، حكم عليه بالسجن المؤبد لمرة واحدة لنشاطه في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، والمعتقل محمد خميس محمود "30" عاما من مدينة رام الله، حكم عليه بالسجن المؤبد ثلاث مرات+ 30 عاما لنشاطه في كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والمعتقل أحمد بشارات "30" عاما من طمون، حكم عليه بالسجن المؤبد مرتين لنشاطه في كتائب شهداء الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح، والمعتقل حكمت عبد الجليل "22" عاما من قرية بيت دجن قضاء نابلس، حكم عليه بالسجن المؤبد لمرة واحدة لنشاطه في كتائب أبو علي مصطفى الجناح العسكري للجبهة الشعبية. هدم المنازل هذا وقد واصلت قوات الاحتلال سياسة هدم منازل المواطنين وتشريد ساكنها تحت حجة البناء دون ترخيص، فقد هدمت قوات الاحتلال "18 " منزلا بشكل كامل، من بينهم عمارة سكنية من أربعة طوابق في جنين هدمت القوا ت الإسرائيلية واجهتها الأمامية، وعمارة أخرى من طابقين تعود ملكيتها للمواطن خالد محمد بشارة من عناتا قرب القدس، وقد تركز ت عمليات الهدم في مدينة القدس في قرى عناتا- بيت حنينا – العيسوية- وادي الجوز، حيث هدمت قوات الاحتلال "7" منازل بالإضافة إلى مشتلين زراعيين وبئر ماء وبركس للخضار. كما هدمت قوات الاحتلال "9" منازل في قرية الجفتلك قضاء أريحا، كما هدمت قوات الاحتلال منزلا آخر قيد الإنشاء في قرية جورة الشمعة قضاء بيت لحم. اعتداءات على الصحفيين واستدل التقرير على المادة 79 من البروتوكول الأول الإضافي لاتفاقية جنيف الرابعة الخاصة بحماية المدنيين وقت الحرب للعام 1949 والتي تنص على أن الصحفيين الذين يباشرون مهمات مدنية خطرة في مناطق النزاعات المسلحة أشخاصاً مدنيين يجب حمايتهم بهذه الصفة بمقتضى أحكام الاتفاقيات وهذا البروتوكول شريطة ألا يقوموا بأي عمل يسيء إلى وضعهم كأشخاص مدنيين". وفيما يلي ابرز الانتهاكات الإسرائيلية بحق الصحفيين الفلسطينيين: - بتاريخ 4/11/2005 اعتقلت قوات الاحتلال الصحفي نبيل مزداوي مصور قناة الجزيرة أثناء تغطيته لمسيرة ضد الجدار الفاصل في قرية بلعين قضاء رام الله، واعتدى جنود الاحتلال عليه بالضرب قبل أن يطلقوا سراحه بعد احتجاز لعدة ساعات. - بتاريخ 4/11/2005 احتجزت قوات الاحتلال المصور الصحفي مصطفى خبيصة مصور وكالة "رمتان" أثناء تغطيته للمواجهات التي شهدتها مدينة جنين ثاني أيام عيد الفطر، وقد قامت القوات الإسرائيلية بمصادرة أشرطة التصوير الذي قام بتصويره أثناء المواجهات. - بتاريخ 26/11/2005 داهمت قوات الاحتلال مقر إذاعة "دريم" في مدينة الخليل، وقد عبثت قوات الاحتلال بمحتويات الإذاعة واحتجزت عددا من العاملين فيها، وغادر قوات الاحتلال مقر الإذاعة بعد تدخل الارتباط العسكري. - بتاريخ 30/11/205 اعتقلت قوات الاحتلال في بلدة دورا قضاء الخليل الصحفي عوض إبراهيم الرجوب مراسل" الجزيرة نت" من منزله. مصادرة أراضي هذا ولا يزال الجيش الإسرائيلي يعيق حركة تنقل المواطنين عبر الحواجز وتعمد الجنود الإسرائيليون إعادة المئات من المواطنين من حيث أتوا ولم تسمح لهم باجتياز تلك الحواجز، وبخصوص مصادرة الأراضي واصلت قوات الاحتلال خلال الشهر الماضي مصادرة مئات الدونمات لصالح استكمال بناء الجدار الفاصل ولأغراض استيطانية، حيث صادرت قوات الاحتلال ما يزيد على "600" دونم، "292" دونم منها تم مصادرتها من أراضي قرى دورا و الظاهرية و عرب الرماضين قضاء الخليل، كما صادرت قوات الاحتلال "307" دونم من أراضي قرية الخضر قضاء بيت لحم، وجميع هذه الدونمات تعود ملكيتها لعدد من مواطني القرى المذكورة. كما وصلت قوات الاحتلال عمليات اقتحام المدن وتخريب الممتلكات، وقد واصل الجيش الإسرائيلي قصف منازل المواطنين بشكل عشوائي وعملية قصف لمنازل المواطنين بالرشاشات الثقيلة والقذائف، كما أعاقت قوات الاحتلال وصول العشرات من المرضى إلى المستشفيات وخاصة مرضى القطاع. الوضع الداخلي وبخصوص الوضع الفلسطيني الداخل شهد شهر تشرين الثاني الماضي انخفاضا واضحا لحالات الفوضى و الفلتان الأمني في مختلف محافظات الضفة الغربية وقطاع غزة، وقد سجل أكثر من" 7"حالة انتهاك للقانون توزعت بين القتل وإطلاق النار العشوائي وإحراق السيارات والممتلكات وإغلاق الطرق، وقد أسفرت هذه الحوادث عن مقتل "5" مواطنين واحد في قطاع غزة، والأربعة الآخرين قتلوا في مدن قلقيلية و نابلس وأثنين في رام الله، من بينهم المواطنة دولة عساف "75" عاما والتي قتلت بآلة حادة وهي داخل منزلها.