رحب مصطفى الساهل وزير الداخلية بمناقشة القضايا والمشاكل المجتمعية بكل تجرد، وبعيدا عن أي شعور بالحرج مادم الهدف الأساسي هو تحقيق مصلحة المواطن والمجتمع والحفاظ على الأمن الروحي والذاتي للمواطن باعتباره مسؤولية الجميع . وأضاف الساهل في سياق جوابه على سؤال لفريق العدالة والتنمية عن السياسة التي تتبعها الحكومة لمنع تقريب الخمر من المواطنين وزحفه إلى الأحياء الشعبية لانعكاساته السلبية والمأساوية المعروفة على الاسر وميزانية الدولة، بأن المغرب يحتكم في التعامل مع هذه القضايا إلى قواعد القانون والاجراءات المسطرية المحددة والمعروفة والخاضعة في ممارستها لرقابة الشرطة الإدراية من جهة وللشرطة القضائية عند الاقتضاء تحت رقابة القضاء. وأوضح وزير الداخلية أن تسليم رخص بيع الخمور يخضع لمسطرة معروفة وواضحة، هدفها الأساسي حصر بيع هذه المواد لغير المسلمين وبالأماكن السياحية، وذلك تحت إشراف لجان جهوية ولجنة مركزية. وهي اللجان التي تتولى بالإضافة إلى مهام الترخيص تتبع مدى احترام القوانين والمساطير والتدخل لسحب الرخصة بصفة مؤقتة أو دائمة متى ثبتت لها أنها مخالفة للقوانين أو المساطير. وفيما يتعلق بحماية المواطنين من آفة الخمر وحماية أمنهم الروحي دعا المسؤول الحكومي إلى ضرورة تبني مقاربة شمولية بدون تهويل ومبالغة اعتبارا لما حبا الله المغرب وسكانه من موروث ديني وأخلاقي يشكل درعا واقيا، ومناعة حقيقية لاتسمح بجعل بعض السوكات ظاهرة اجتماعية مقلقة، داعيا بالمناسبة إلى تظافر جهود كل السلطات والفعاليات لمواصلة العمل القائم على مستوى المراقبة والتتبع والتوعية، وترسيخ الالتزام بقيم المجتمع المغربي القائمة على التشبت بالمبادىء الاسلامية الحقة والأخلاق الفاضلة. عبد الإله ابن كيران عضو فريق العدالة والتنمية في تعقيبه على جواب وزير الداخلية قال: أخاف أن نفقد يوما ما جميعا برلمانيين ومسؤولين في الدولة مصداقيتنا، موضحا أن 90 بالمائة من مستهلكي الخمر بالمغرب مسلمين، وأضاف نحن لا نطالب منكم إزالة ومنع الخمر في الفنادق ولا في المحلات التجارية القديمة، هذا كله لم نقدر أن نقوله لكم ، ونقول لكم شيء واحد هناك أسواق حديثة توصف بالأسواق الممتازة تفتح في الأحياء الشعبية ، وتبني نجاحها ورقم معاملاتها على بيع الخمر، وأشار المعقب إلى أنه من الطبيعي أنها أسواق ستقرب الخمر للذين لا يشربونه، هذا مع العلم أن هناك أسر قد يكون الأب فيها، وحتى الأم، يشربان الخمر لكنهما لايريدا لأولادهما أن يشربوه ، مؤكدا أن أغلبية الشعب المغربي ترفض شرب الخمر، بل إن الذين يشربونه لايرضون لغيرهم شربه . وجدد عبد الإله ابن كيران الدعوة إلى الحرص على المصداقية بقوله لاتقولو لنا كلام يفقدنا جميعا المصداقية، مطالبا في الوقت نفسه بألا تقبل الحكومة على الأقل تسليم رخص لأسواق تبيع الخمر في الأحياء الشعبية، من قبيل ذلك السوق الذي يقال أنه سيفتح بالحي المحمدي بالدار البيضاء. وتساءل عضو فريق العدالة والتنمية كم عدد السواح الذين يقدمون لهذا الحي؟ منبها إلى أن الخمر الذي لاتربح منه الدولة بل تخسر بسببه الكثير في الصحة والمشاكل الاجتماعية وغير ذلك، بدأت عليه حرب حقيقية في الولاياتالمتحدة الأمرلايكية وفي فرنسا وفي كندا التي منعت إشهاره أو إظهار قنينة خمرفي الأماكن العمومية.