ستشكل الممثلة البريطانية فانيسا ريدغريف وشقيقها كورين رسميا حزبهما السياسي للتنديد بانتهاكات حقوق الانسان التي ترتكبها حكومة بلير وللمطالبة بالانسحاب البريطاني من العراق. وفي نوفمبر، ستتحول منظمة "بيس اند بروغرس" (السلام والتقدم) التي انشئت منذ بدء الحرب على العراق الى حزب سياسي لتتمكن من المشاركة في الانتخابات التشريعية المقررة في الربيع المقبل.وقال كورين ريدغريف (65 عاما) ان "حزبنا سيهتم بكل ما له صلة بحقوق الانسان". واضاف الممثل من نيوكاسل (شمال انكلترا) حيث يؤدي دور "الملك لير" في مسرحية من انتاج "فرقة شكسبير الملكية" (ذي رويال شيكسبير كومباني) ان "الحزب سيتطرق الى المشاكل التي طرحتها الحرب على العراق لكنه سيأخذ في الاعتبار سلسلة اخرى من المشاكل مثل حق اللجوء والتقاعد والاعانات العائلية والسكن". وكورين وفانيسا اللذان يتحدران من عائلة ممثلين، ناشطان على الساحة السياسية. وكان والدهما الممثل البريطاني مايكل ريدغريف وضع على اللائحة السوداء لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) لميوله الشيوعية. وكانت فانيسا (67 عاما) التي نالت جوائز عدة لادوارها السينمائية منها جائزة الاوسكار في 1977 عن فيلم "جوليا"، دافعت عن احمد زكاييف موفد الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف الذي لجأ الى بريطانيا وطالبت روسيا بتسليمه. وفي يناير، اسست مع شقيقها لجنة لحقوق الانسان في غوانتانامو احتجاجا على اعتقال اشخاص دون توجيه تهم اليهم لفترة زمنية غير محددة يشتبه بانهم ارهابيون في القاعدة العسكرية الاميركية في كوبا. وصرح كورين لصحيفة "الغارديان" ان احدا لم يعرض عليه اي عمل لفترة طويلة بسبب نشاطاته السياسية وانه لم يستأنف عمله الفني الا بعد ان "تحقق الاشخاص من ان الماركسية لم تعد ظاهرة خطيرة كما كانت في السابق". واضاف انه "سيفكر في ترشيح نفسه الى (الانتخابات التشريعية) عن حزبه اذا طلب منه ذلك". ورأى ان حكومة توني بلير والمعارضة المحافظة "تتخذان اكثر واكثر مواقف مخالفة لحقوق الانسان". واضاف ان "العديد من الاشخاص يستخدمون عبارة حقوق الانسان لخدمة مصالحهم الخاصة حتى اولئك الذين يشنون الحرب" متهما بلير والرئيس الاميركي جورج بوش بتبرير غزو العراق باسباب انسانية. وسيطلق حزب "بيس اند بروغرس" رسميا خلال مؤتمر يعقد في لندن في 27 تشرين الثاني/نوفمب الجاري وسيضم ايضا الصحافية الروسية انا بوليتكوفسكايا ومحامين اميركيين متخصصين في الدفاع عن حقوق الانسان ووالد احد المعتقلين في غوانتانامو. ويدعو "بيس اند بروغرس" الى انسحاب القوات الاجنبية من العراق والغاء قوانين مكافحة الارهاب والغاء ديون الدول الفقيرة وازالة اسلحة الدمار الشامل. وسيطالب الحزب ايضا باجراء دستوري جديد "يحاسب" بلير ووزراءه "على افعالهم". ويعتزم الحزب ترشيح ثلاثة اعضاء الى الانتخابات المقبلة. وقال "لا نفكر اولا بالانتخابات. المهم هو ما سنقوم به بين الاستحقاقات الانتخابية. ستكون الانتخابات مجرد اختبار لنثبت اننا نجحنا" في مهمتنا. ميدل ايست اونلاين