انطلقت صبيحة أمس الاثنين بمدينة برشلونة شمال إسبانيا القمة الأورمتوسطية وسط خلافات كبيرة حول مفهوم الإرهاب بين قادة الدول المشاركة وغياب ملحوظ للمسؤولين العرب الذين قاطع جلهم القمة التي تحتفل هذا العام بمرور عشر سنوات على انطلاق مسلسل برشلونة عام 1995. ونقلت وكالة الأنباء الإسبانية اوروبا برس أمس عن كاتب الدولة الإسباني في الخارجية برناردينو ليون قوله إن هناك ثلاثة أوراق موضوعة أمام المشاركين في القمة تشكل مثار خلاف، الورقة الأولى تتعلق بمخطط العمل حتى عام 2010 تاريخ الشروع في إنشاء منطقة للتبادل الحر بين الشمال والجنوب، حيث تثير الإشارة إلى قضية الهجرة السرية في المخطط خلافا بين المشاركين، والثانية تتعلق بالتصريح السياسي الذي سيصدر في ختام القمة، أما الورقة الثالثة فهي تهم ما أطلق عليهميثاق العمل حول الإرهاب، حيث لم يتم الاتفاق حتى منتصف نهار أمس حول النقطة المتعلقة باعتماد تعريف معين للإرهاب وطريقة مكافحته، بسبب الخلافات بين الوفود العربية وبين الوفد الصهيوني الذي يرأسه وزير الخارجية الصهيوني شيمون بيريز. ويستند ميثاق العمل حول الإرهاب إلى تقوية التعاون بين وزراء الداخلية والمخابرات في بلدان جنوب المتوسط، وقال ليون إن هناك خيارات بديلة في حال تعذر التوقيع على الأوراق الثلاثة بسبب الخلافات بين مواقف المشاركين، من جملتها الاكتفاء ببيان لرئاسة القمة. وكشفت مصادر صحافية إسبانية أمس عن وجود ضغوطات على البلدان المشاركة من طرف إسبانيا وبريطانيا من أجل استصدار ميثاق العمل حول الإرهاب لكي لا تفشل القمة، كما حرص الجانبان البرطاني والإسباني على دفع الأوروبيين إلى الالتزام أكثر اتجاه بلدان شمال إفريقيا من أجل مساعدتها على التصدي لظاهرة الهجرة السرية، ونشر رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث زباثيرو ورئيس الوزراء البريطاني طوني بلير أول أمس مقالا مشتركا في يومية إيل باييس الإسبانية تحدثا فيه عن التحديات المشتركة والتهديدات الجديدة التي تواجه جميع دول الحوض المتوسطي. وقالا إن آفة الإرهاب عانينا منها كلنا ، في الدارالبيضاء و جربة وإسطنبول وإسرائيل ومدريد ولندن وفي شرم الشيخ وعمان مؤخرا ،ولاحظا أن الهوة في مجال التقدم والازدهار بين الاتحاد الأوروبي وجيرانه في الجنوب زادت حدتها مغذية بذلك مشاعر الحرمان وهو ما يدفعنا إلى اتخاذ قرارات استعجالية من أجل تعزيز المكتسبات المحققة ومواجهة التحديات من خلال التنمية الاقتصادية وزيادة الاستثمارات والقضاء على الحواجز التي تقف أمام التجارة الحرة بين الدول الأورومتوسطية. وسجلت قمة برشلونة تغيب عدد من القادة والمسؤولين العرب، حيث لم يحضر جلالة الملك محمد السادس الذي وجه كلمة إلى المشاركين ألقاها الوزير الأول ادريس جطو، وغاب كل من الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي نقل قبل يومين إلى باريس للعلاج بشكل طارئ، وحضر العقيد الليبي معمر القدافي للمرة الأولى. وفسرت الصحف الإسبانية ضعف المشاركة العربية بفقدانها للأمل في الشراكة المتوسطية وإمكانية مساعدة الأوروبيين للدول العربية من أجل تحويل حوض جنوب المتوسط إلىمنطقة رخال وازدهار كما نص على ذلك إعلان برشلونة قبل عشر سنوات، وبدلا من ذلك تحويل الأنظار إلى الموضوعين الذين يستأثران أكثر باهتمام الأوروبيين، وهما الإرهاب والهجرة السرية.