أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي، هايلي ماريام ديسالين، يوم الثلاثاء 1 نونبر 2016، عن تشكيل وزاري جديد يضم لأول مرة، منذ وصول ائتلاف "الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية" للحكم قبل نحو 25 عاماً، غالبية من التكنوقراط والمستقلين ووزير خارجية من قومية "الأورومو". جاء الإعلان أمام جلسة للبرلمان الإثيوبي في أديس أبابا، وهو التشكيل الوزاري الثاني ل"ديسالين" منذ إعادة انتخابه رئيسا للوزراء في أكتوبر 2015 من قبل البرلمان إثر فوز ائتلاف "الجبهة الثورية"، الذي يترأسه، بالانتخابات الفيدرالية والولائية التي شهدتها البلاد في 24 مايو 2015.وتمثلت أبرز ملامح التشكيل الوزاري الجديد في الإبقاء على 9 وزراء من الحكومة السابقة (من الائتلاف الحاكم)، التي كانت تتكون من 30 وزيرا. كما تم تعيين 21 وزيرا جديدا غالبيتهم من التكنوقراط والمستقلين، وذلك للمرة الأولى؛ حيث كانت الشخصيات المحسوبة على الائتلاف الحاكم هي من تسيطر على الوزارات.وفي التشكيل الوزاري الجديد، ذهبت حقيبة الخارجية ل"ورقنا قبيو"، وهو من قومية "الأرومو" خلفا لوزير الخارجية السابق " تيدروس ادحنوم " من قومية التجراي، في خطوة تتم لأول مرة منذ وصول ائتلاف "الجبهة الثورية" للحكم؛ حيث كانت حقيبة الخارجية عادة ما تذهب لقومية التجراي. ويأتي التشكيل الوزاري الجديد بعد أسابيع من تعهد رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي ماريام ديسالين، بإجراء مزيد من الإصلاحات في البلاد تشمل الحوار مع القوى السياسية، وتعزيز مشاركة المجتمع المدني في الحياة السياسية. وجاءت هذه التعهدات استجابة لاحتجاجات مناوئة لحكومة البلاد جرت في إقليمي "أوروميا" (جنوب) و"أمهرا" (شمال غرب) خلال يوليو، وأغسطس الماضيين، وطالبتها بتوفير أجواء من الحرية والديمقراطية. وسبق أن شهد إقليم "أوروميا" تظاهرات عنيفة في دجنبر 2015، وغشت 2016، سقط فيها قتلى وجرحى، بعد اعتراض المحتجين على خطط توسيع حدود العاصمة، لتشمل عددًا من مناطق الإقليم، معتبرين أن الخطة "تستهدف تهجير مزارعين من قومية "الأورومو".ويتمتع "أوروميا" بحكم شبه ذاتي، ويتبع الكونفيدرالية الإثيوبية المكونة من 9 أقاليم، والتي بدأت الحكم الفيدرالي عام 1991، بعد سقوط نظام الرئيس "منغستو هايلي ماريام". وتعد "الأورومو" أكبر القوميات الإثيوبية المقيمة في الإقليم، وتشكل نحو 38% من مجموع سكان إثيوبيا البالغ 95 مليون نسمة.ويقود ائتلاف "الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية" الحاكم في إثيوبيا (تشكل عام 1989) "جبهة تحرير شعب تجراي"، ويضم بالإضافة لها 3 أحزاب أخرى هي: "الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو"، و"الحركة الديمقراطية لقومية أمهرا"، و"الحركة الديمقراطية لشعوب جنوب إثيوبيا".