قال الشاعر مصطفى الطريبق "إننا جميعا نودع رمز الفخر وكنه العطاء وعنوان شرارة الثورة عبر أرجاء المغرب العربي كله من الخمسينات من القرن العشرين ". وأضاف خلال كلمة تأبينية حول الراحل الهاشمي الطود الذي انتقل إلى دار البقاء يوم الأحد 16 أكتوبر 2016 بمدينة القصر الكبير "نودع فيه عصاميا قد نهل النضال والبطولة والحماسة والإخلاص وحب الوطن والتضحية من أجله ، مشيرا إلى أن هذه المعاني تشربها الفقيد من منبعها الوارف الضلال على يد أسد الجهاد وشيخ المجاهدين محمد بن عبدالكريم الخطابي " ونبه الطريبق إلى أن الكثيرين ممن تناولوا الكتابة عن الحركة التحريرية الفاعلة بخسوها حقها وهمشوها في كتاباتهم حينما لم يذكروا الفضل في تكوين النشىء وتوعيته وتعبئته بما ينتظرهم من أعباء وعلى رأس من كانوا قدوة في هذا التوجيه البطل المقداد الذي نودعه اليوم الهاشمي الطود ". وأوضح الطريبق أن للفقيد جوانب وطنية وبطولة تحريرية لا يسع الوقت لذكرها كلها، تتعلق بالنضال الوطني الذي كان المرحوم من رواده . وكانت البصمة الأدبية والشعرية للطريبق حاضرة في كلمته حين قال "إن الوطنية نفسها اليوم تتألم حين نتحدث عنها ولا يكون بيننا الهاشمي الطود ، و أن ما سجله الفقيد من مواقف وما قدمه من أعمال هو بمتابة نهر متدفق من الوطنية والأعمال البناءة التي ساهمت في بناء وإعلاء وسلامة هذا الوطن . ودعا إلى تدريس ما قام به الراحل من أعمال بطولية في المدارس حتى ينشأ أجيال وطنيون يحبون الوطن ويكافحون بأنفسهم وأموالهم من أجله . وأكد أن الفقيد أدى واجبه الوطني في صفوف القوات المسلحة الملكية بروح وطنية وكان مثالا للناشئة في أداء الواجب الوطني بإخلاص. وقد رحل الهاشمي الطود إلى دار البقاء عن عمر ناهز 86 سنة، وذلك بعد معاناة مع المرض إلى أن توفاه الله تعالى يوم الأحد 16 أكتوبر 2016 ودفن بمقبرة مولاي علي بوغالب بمدينة القصر الكبيرمسقط رأسه. وكان رحمه الله ضابطا سابقا في القوات المسلحة الملكية، وعلبة أسرار عبد الكريم الخطابي، خصوصا وأنه اشتهر بإلتحاقه بالخطابي في القاهرة مشيا على الأقدام. كما ساهم بشكل كبير في تدريب عناصر "جيش تحرير المغرب العربي". وحين شارك في حرب 1948 لتحرير فلسطين، لم يكن الكولونيل المجاهد الهاشمي الطود، قد بلغ بعد 18 سنة من عمره، وحتى آخر حياته ظلت ذاكرته القوية تتذكر الأسماء والتواريخ بدقة متناهية. وفي حوار له سنة 2008 مع جريدة التجديد عبر فيه أنه غير راض عن أداء جيله، لأنه لم يحرر فلسطين، ولكنه أيضا لم يأت بالاستقلال الكامل للمغرب.