خرج أزيد من مليون متظاهر في العاصمة الإسبانية مدريد أول أمس الأحد احتجاجا على مشروع الحكومة الحالية الرامي إلى تقليص المواد الدينية في أسلاك التعليم المختلفة والمعروض حاليا على البرلمان لمناقشته، وذلك بدعوة من الحزب الشعبي المعارض والكنيسة الكاثوليكية، شارك فيها سياسيون وأساقفة. وتعد هذه المظاهرة الأكبر من نوعها منذ المظاهرة الأخيرة ضد تشريع الزواج المثلي في إسبانيا قبل خمسة أشهر، حيث قدر التلفزيون الإسباني الرسمي(تفي) عدد المتظاهرين بنحو مليون شخص، فيما قدرت مصادر أخرى عدد المتظاهرين بمليون ونصف، وقالتإيل موندو إن التظاهرة تعتبر الأوسع في تاريخ إسبانيا بعد المظاهرة الاحتجاجية ضد المحاولة الانقلابية عام 1981 والمظاهرة المعارضة للحرب على العراق في مارس .2004 ويرمي مشروع القانون الجديد الذي تقدمت به الحكومة الاشتراكية إلى مراجعة القانون الذي وضعته الحكومة السابقة للحزب الشعبي بقيادة خوسي ماريا أثنار وتم بمقتضاه اعتبارالتعليم الديني إلزاميا في جميع شعب التعليم وأسلاكه، وحاسما في الدخول إلى التعليم العالي والجامعات، وتسعى الحكومة الحالية إلى إرجاع التعليم الديني غيرملزم واختياريا مما أثار غضب اليمين والكنيسة، بعدما جمدت العمل به لدى توليها الحكم قبل عام. وأعلنت نقابة التلاميذ في إسبانيا عن إضراب عن الطعام احتجاجا على المشروع الجديد الذي يحمل إسم لوي بالإسبانية أيالقانون التنظيمي للتعليم، كما أعلنت عن تنظيم تظاهرات ومسيرات في أكثر من ثلاثين مدينة في البلاد، كما رفضت هيئة جمعيات آباء وأولياء التلاميذ المشروع الجديد ودعت إلى احترام المشاعرالدينية للمواطنين. وحسب الإحصاءات الرسمية لعام 1999 فإن 80 في المائة من الإسبان يعتبرون أنفسهم مؤمنين، لكن ممارسة الشعائرالدينية في الكنائس شهدت تراجعا في الأعوام الأخيرة، حيث انتقلت من 53 في المائة عام 1981 إلى 35 بالمائة عام .1999 وتعتبر إسبانيا من أكثر البلدان الأوروبية تدينا، إذ شهدت في العقد الماضي ثلاث قوانين تهم التعليم الديني أعوام 1990 و1995 و,2002 خضعت لست تعديلات متتالية يعد المشروع الأخير لحكومة الاشتراكيين آخرها.