هيمن موت المخرج السوري الكبير مصطفى العقاد، الذي توفي عقب تفجيرات الأردن الأخيرة، على أحاديث الكثير من المشاركين في المهرجان الدولي الخامس للفيلم بمراكش، بمن فيهم من اعتلوا المنصة الرسمية أثناء حفل الافتتاح يوم الجمعة الأخير، والذين أشادوا كثيرا بأعماله الكبيرة، مما جعل عددا من المهتمين يطمحون إلى أن يلتفت المنظمون إلى هذه الشخصية السينمائية العربية الفذة، وصاحب الفيلمين الشهيرين الرسالة وعمر المختار، وذلك بمنحها التقدير والتكريم المناسب، وإن كان ذلك على حساب البرنامج الرسمي، وبعرض أشرطته طيلة الأيام وإدراجها أثناء التعديلات التي تجري كل يوم في البرنامج. وقد قُدم في حفل الافتتاح فيلم بريطاني تحت عنوان السيدة أندرسون تقدم، وتم تكريم مارتن سكورسيز، مخرج الفيلم الشهير سائق الطاكسي (تاكسي درايفر). من جهة ثانية قال مهتمون إن أجمل ما قدمه المهرجان الدولي للفيلم هدية لمدينة مراكش عدم عرض أي فيلم صهيوني في الدورة الخامسة، التي تستمر إلى غاية 19 من الشهر الحالي، مشيرين إلى أن ذلك جاء ربما لأسباب موضوعية تتعلق بالتغييرات التي حصلت على مستوى إدارة المهرجان أو بسبب المطالب الشعبية واحتجاجها على حضور مثل هذه الأفلام إلى المهرجانات العربية التي لا تقدم أي شيء غير مزيد من الإذلال، في الوقت الذي مازالت حكومة شارون تقتل أبناء الشعب العربي في فلسطينالمحتلة، في مقابل ذلك استحسنت المصادر نفسها حضور السينما الإيرانية بقوة، من خلال تكريم المخرج الإيراني عباس كيوروستامي، وحضور أفلام متميزة تقدم نموذجا للسينما في البلاد الإسلامية وتعالج الواقع المعيشي المحلي، وتعكس الأصالة والواقعية اللذين هما عنصر التفوق. ويشارك في هذه الدورة 124 فيلما من عدة بلدان، منها 16 فيلما في المسابقة الرسمية لنيل النجمة الذهبية، تضم فيلمين عربيين وهما الفيلم المغربي العايل، الذي يحكي عن زمن الخمسينات يوم كان محمد العربي السلمي، بطل الفيلم، طفلا وحيدا مجازفا أربكه العالم المحيط به بشدة، خصوصا التربية الدينية الملتزمة والمذهب اللاهوتي الأوربي، وهو من إخراج مومن السميحي، والفيلم العربي الثاني هو باب المقام للمخرج السوري محمد ملاص. من جانب آخر انطلق المهرجان وسط أجواء من الفوضى وسوء التنظيم وهيمنة المنظمين الأجانب واستعلائهم أثناء الحديث مع المشاركين المغاربة، وحسب شهود عيانن، فقد بقي عدد من الصحفيين والإعلاميين المغاربة المعتمدين لتغطية المهرجان خلال حفل الافتتاح خارج قصر المؤتمرات، وأشارت مصادر صحفية، في تصريح لالتجديد، إلى أن مشاركين في المهرجان، وخاصة فنانين مغاربة قاطنين خارج مراكش لم يتمكنوا من الالتحاق بفنادقهم المحجوزة لهم في الوقت المناسب بسبب عدم تمكنهم من استلام وثائقهم، والسبب دائما هو التأخر في فتح هذه المكاتب إلى ما قبل افتتاح المهرجان بساعات.