في الوقت الذي تختطف فيه الاضطرابات التي تشهدها فرنسا الأنظار؛ تشهد الدانمرك تطوّرات متسارعة تلقي بظلالها على المسلمين في البلاد، وسط موجة من التحذيرات منهم والتنديد بهم. وفي أحدث هذه التطورات؛ أعلنت الاستخبارات الدانماركية على لسان مديرها، أنّه تقع على عاتق المجتمع مسؤولية مراقبة "الشباب المراهق من المسلمين في الدانمارك، وذلك لجنوحهم في الفترة الأخيرة لاتخاذ خط إسلامي متطرف"، على حد وصفه. وأضاف المسؤول الأمني في تصريحات أدلى بها لصحيفة "يولاند بوستن" الدانمركية في عددها الصادر اليوم الاثنين (7/11)، أنّ "مشاركة المجتمع يجب أن تكون مبكرة وقبل تفاقم الأمر ليصبح قضية خاصة بجهاز الاستخبارات"، مضيفاً قوله "علينا مواجهة الحقيقة المُرّة، وهي أنه لا زالت هناك عناصر خارجة على القانون لم يتم تحديدها بعد، ليس داخل المجتمع الدانماركي فحسب بل داخل المجتمعات العالمية كافة"، على حد تعبيره. جاءت هذه التصريحات بشكل متزامن مع أظهره استطلاع للرأي نشرت نتائجه في كوبنهاغن اليوم الاثنين، من أنّ نسبة متزايدة من الدانمركيين تعرب عن تنديدها بوجود المسلمين في البلاد. وقال قرابة 27 في المائة ممن شملهم الاستطلاع، إنّه قد تكوّنت صورة سلبية للمسلمين في الدانمرك بعد القبض على مجموعة من الشبان المتهمين بالتخطيط لهجمات في البلاد. فقد جرى في الأيام الماضية القبض على سبعة من الشبان المسلمين في الدانمارك، ممن يتهمون بالضلوع في التخطيط لهجمات. ومن جانبه؛ علّق المركز الاستشاري والتوثيقي ضد العنصرية في الدانمرك على نتائج الاستطلاع التي شملت 1500 دانماركي، بالتحذير من أنّها تمثل "تطوراً خطيراً ومؤشراً على أنّ تربة العنصرية لا زالت خصبة" في البلاد، لافتاً الانتباه إلى العواقب الوخيمة للاتجاه السائد في الرأي العام الدانمركي لوضع المسلمين إما في خانة الإرهاب أو خانة المتعاطفين معه.