اعتبر الوزير الأول إدريس جطو أن التنمية الرقمية تدخل في صلب رهانات التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب ودعا إلى مضاعفة الجهود لتطوير المحتوى الرقمي وتهييء المجتمع المغربي لمواجهة تحديات الانفتاح والعولمة. وأشار إدريس جطو في كلمة الافتتاح، أمس الثلاثاء بالصخيرات بمناسبة انعقاد المناظرة الأولى للأنترنت بالمغرب إلى الجهود التي تبذلها الحكومة لتنمية تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مذكرا بمشروع (إي مغرب) و(إي حكومة) الذي يهدف إلى تحسين مسلسل معالجة المعلومات الذي تنجزه الإدارة وتوفير الخدمات عبر الانترنيت لفائدة المقاولة والمواطن خاصة في ظل تحرير قطاع الاتصالات . وأوضح أن الحكومة تتابع هذا التقدم في مجال الاتصالات وتسعى إلى تطوير هذا القطاع وضمان تنافسية المقاولات، للمساهمة في النمو الاقتصادي المغربي، وذلك عبر تأهيل الكفاءات المهمة التي يتوفر عليها بلدنا. ومن جهة أخرى، أكد محمد بنشعبون، المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين المواصلات في كلمة افتتاحية ألقاها بالمناسبة بأن 64% من المغاربة لم يسبق لهم أن استعملوا جهاز الحاسوب وأن نهاية سنة 2004 سجلت أكثر من 3 ملايين مستعمل للأنترنيت بالمغرب، كما أن هذا المجال عرف 168 ألف مشترك في نهاية يونيو 2005 و206 ألف في نهاية شتنبر من نفس السنة ، محققا بذلك تقدما كبيرا لأن عدد المشتركين تضاعف ثلاث مرات في غضون سنة ونصف . وأشار محمد بنشعبون في هذه المناظرة التي تنظمها وكالة تقنين الاتصالات ووزارة الشؤون الاقتصادية والعامة، بأن جزءا كبيرا من مشروع مخطط العمل قد باشرت الحكومة تطبيقه من خلال برنامج (جيني) لتعميم تقنيات الإعلام والاتصال بداخل مؤسسات التعليم الابتدائي والثانوي والذي رصدت له ميزانية تقدر بمليار درهم عبر ثلاث سنوات، ومن خلال الاستراتيجية الوطنية (إي مغرب 2010) الذي يرمي إلى تطوير اقتصاد المعرفة والحد من الهوة الرقمية واحتلال موقع على المستوى الدولي مع الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المغرب . ودعا بنشعبون إلى اعتماد اللغة العربية في مضامين المواقع المغربية لتيسير عملية الفهم وتفعيل آليات التواصل من أجل توسيع قاعدة مستعملي الأنترنيت . وأكد محمد بنشعبون في الندوة الصحافية التي عقدها على هامش أشغال المناظرة على أن الوكالة ستبدأ في التفكير في محاور المناظرة الثانية التي ستعقد بعد عامين، وأن مشروع تعميم الأنترنت في المؤسسات التعليمية لن تعوقه نسبة الأمية المرتفعة أو نسبة التمدرس المتدنية، مبرزا أهمية الغلاف المالي المرصود لبرنامج (جيني) الذي أصبح جاهزا ولن يقتطع من الميزانية العامة . وقد ساهم في أشغال هذه المناظرة زهاء ثلاثين متدخلا ينتمون إلى قطاعات حكومية وجمعيات مهنية وقطاع الاتصالات والأنترنيت ، وتمت مقاربة مواضيع مختلفة تؤطرها ثلاثة محاور رئيسة متعلقة بتطوير البنيات التحتية والولوج الجماعي إلى الأنترنت وتطوير المحتوى الرقمي في المواقع الإلكترونية ودعم التكوين والاتصال في مجال توظيف الأنترنت. وتوجت هذه الأعمال بالمصادقة على مشروع مخطط العمل من أجل تطوير استعمال الأنترنيت بالمغرب وبالكلمة الختامية لمحمد بوسعيد الوزير المكلف بتحديث القطاعات العمومية. للمزيد من المعلومات http://www.anrt.ma