اعتذرت سلطات صرب البوسنة اليوم الأربعاء للمرة الأولى عن ارتكاب مجازر سربينيتشا التي شهدتها البوسنة والهرسك عام 1995، وراح ضحيتها حوالي 8 آلاف مسلمٍ بوسني على أيدي القوات الصربية. وقال بيان الحكومة الصربية: "إن جمهورية الصرب لتبدي تعاطفها مع آلام أقارب ضحايا سربينيتشا، وتعبر عن أسفها وتعتذر عن المأساة التي ألمت بهم"، وفق ما ذكرته صحيفة "نيو ستريتس تايمز" الماليزية. كانت حكومة صرب البوسنة قد أقرت الشهر الماضي في تقرير دولي سُلم للأمم المتحدة بتصفية آلاف المسلمين" في سربينيتشا بأيدي قوات صرب البوسنة. وجاء في التقرير الذي أعدته لجنة رسمية وافقت عليها الحكومة الصربية أنه في الفترة بين 10 و19 يوليو 1995 تمت تصفية آلاف البوسنيين المسلمين، في انتهاك خطير للقانون الإنساني الدولي. وأضاف البيان أن الحكومة الصربية مهتمة بإحضار المسئولين عن هذه المجازر إلى العدالة، وتتعهد باتخاذ خطواتٍ حاسمة لإلقاء القبض عليهم. وكانت القوات الصربية البوسنية قد ارتكبت المجزرة في المدينة الواقعة شرق البوسنة، والتي كانت جيبًا تحت حماية القوات الهولندية، التي كانت تشكل جزءًا من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة حينذاك. واتهمت دراسة أجراها "المعهد الهولندي للتوثيق الحربي" الجنود الهولنديين بأنهم تركوا المدنيين المسلمين العزل فريسة سائغة للقوات الصربية التي ارتكبت في صفوفهم أفظع مجازر جماعية تشهدها القارة الأوروبية منذ الحرب العالمية الثانية