تشهد منطقة عكراش، الواقعة في أطراف العاصمة بالرباط، في هذه الأيام من شهر رمضان المبارك، انتشار ظاهرة غريبة لم يألفها كثيرا سكان هذه المنطقة، إذ صارت تتكرر أمام أنظارهم مشاهد عشرات من الشباب والرجال الذين يحتشدون في صفوف طويلة فقط لنيل حصتهم من مادة الحشيش، وذلك في قلب عكراش، وبالضبط في مقر السوق الأسبوعي الذي ينعقد كل أحد، والذي صار بفعل هذا المستجد سوقاً يومياً تباع فيه معظم أصناف الحشيش. وأفادت بعض المصادرالمطلعة لالتجديد أن الزعيم الذي يشرف على عمليات البيع يلقب بمزيوقات ولديه أتباع يتاجرون في هذه المحرمات، ويأتمرون بأمره وينتهون بنهيه، وتضيف المصادر نفسها أن دوريات الشرطة، بما فيها المجموعة الحضرية للأمن تجد صعوبة بالغة في ملاحقة هذه العناصر المنحرفة، التي تبث السموم في أجساد الشباب في واضحة النهار، بل وفي شهر رمضان الفضيل. والسبب، كما كشف لالتجديد مصدر أمني، هو وعورة المسالك في المكان الذي يتم فيه البيع والشراء في الحشيش، من كثرة المنعرجات وضيق الدروب والفجاج، إضافة إلى المخبرين التابعين للعصابة المذكورة، مما اضطرت معه عناصر الشرطة إلى إقامة سد أمني على مقربة من المنطقة، تفتش من خلاله السيارات والدراجات النارية القادمة من عكراش. ويبدو أن سبب الانكباب الهائل على منطقة عكراش من لدن المدمنين على المخدرات والحشيش هو تراجع رواجها من أحياء كثيرة من العاصمة بفضل الحملات المكثفة لرجال المجموعة الحضرية للأمن، التي أتت أكلها رغم الكثير من الصعوبات والمعوقات الذاتية والموضوعية، وتصل أصناف الحشيش التي تصل إلى عكراش من شمال المغرب عبر عين العودة بواسطة طريق السد الموجودة في المنطقة.