بعث الرئيس السوري بشار الأسد برسائل إلى الدول الأعضاء بمجلس الأمن الدولي، تتعلق بتقرير لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وأفاد التلفزيون السوري أخيرا أن وزارة الخارجية استدعت قبل يومين سفراء الدول الأعضاء بمجلس الأمن المعتمدين بدمشق، وسلمتهم رسائل من الرئيس الأسد لم يكشف عن تفاصيل مضامينها. ومن المتوقع أن يعقد مجلس الأمن اليوم الثلاثاء جلسة للاستماع إلى رئيس لجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس، حول مضمون التقرير الذي أشار إلى تورط لبناني وسوري في اغتيال الحريري. وقد رفضت دمشق تقرير ميليس واعتبرته مسيسا قائلة إنه جاء منسجما تماما مع الضغوط الأمريكية عليها، لكنها أعربت في ذات الوقت عن استعدادها للتعاون مع لجنة التحقيق التي ستواصل مهمتها حتى 15 دجنبر القادم. وفي السياق نفسه، نفي نائب وزير الخارجية السوري الاتهامات الواردة بتقرير ميليس حول توجيهه تهديدات لرفيق الحريري قبل أسبوعين من مقتله، مؤكدا أن الحريري كان صديقه. وقال وليد المعلم في مقابلة مع الفضائية السورية أخيرا أنا لم أذهب إلى الرئيس الحريري لكي أهدد، ذهبت إليه لإطلاعه على المهمة التي أوكلت إلي ولأطلب منه التعاون معي من أجل إنجاح هذه المهمة. وأضاف علاقتي مع الحريري كانت علاقة صداقة وعمل امتدت منذ منتصف الثمانينيات من القرن الماضي وكانت مستمرة. وكان المعلم زار لبنان مطلع عام 2005 لإزالة التشنج بالعلاقات مع لبنان بعد صدور القرار 1559 في شتنبر 2004 الذي طلب الانسحاب الكامل للقوات السورية من لبنان، وعدم تمديد ولاية الرئيس اللبناني إميل لحود. وأتت تلك التصريحات التي سبقتها تظاهرة لمائة محام سوري بدمشق احتجاجا على تقرير ميليس، بعد بيان للجبهة الوطنية التقدمية المكونة من 8 أحزاب مشاركة بالحكم اعتبرت فيه أن التقرير ينطوي على تناقضات وتلاعب بالحقائق. في غضون ذلك تواصل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وأطراف أخرى ضغوطها على دمشق، بشأن ما ورد في تقرير ميليس. ودعا الجانبان إلى عقد جلسة وزارية لمجلس الأمن لبحث تقرير ميليس، واتخاذ إجراءات ضد دمشق.