أعلن رئيس البعثة البرلمانية للجبهة الإسلامية للإنقاذ، أنور هدام، من العاصمة الأمريكيةواشنطن، عن قراره بالعودة إلى الجزائر يوم 29 من الشهر الجاري في إطار ميثاق السلم والمصالحة الوطنية، داعيا في الوقت نفسه جميع قادة وأنصار جبهة الإنقاذ للحذو حذوه من أجل الوصول بمسار المصالحة الوطنية إلى نهايته الصحيحة. وقال هدام، الذي يدخل في خانة المتابعين قضائيا من طرف الحكومة الجزائرية، وبالتالي يستفيد بموجب الميثاق الذي يسقط الملاحقات القضائية.. أنه سيعود للجزائر يوم السبت 29 أكتوبر الجاري، بعد أن حصل على جواز سفر جديد من سفارة الجزائر لدى واشنطن. وأضاف هدام وهو نائب عن الجبهة الإسلامية للإنقاذ عن مدينة تلمسان (غرب البلاد)، في انتخابات البرلمان التي جرت في ديسمبر ,1991. التي انقلب على نتائجها جنرالات الجيش، أنه يتوق للعودة لأرض الوطن. وأضاف قائلا ما أزال عضوا في الجبهة الإسلامية للإنقاذ وسنتابع عملنا من أجل إتاحة الفرصة أمام الشعب الجزائري لإعادة بناء البلد في كنف ممارسة الحقوق السياسية بحرية ومن دون إرغام. وكان هدام الذي يعيش بالولايات المتحدة منذ 1992, قد أصدر الجمعة الماضي بيانا حمل توقيعه، جاء فيه :أعلن لشعبنا عن استجابتي للدعوة التي وجهها إلي وزير الدولة السيد عبد العزيز بلخادم، نيابة عن رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة، يوم الثلاثاء 20 سبتمبر الماضي، للعودة إلى أرض الوطن، وهكذا مواصلة العمل من داخل بلدنا، وبالتنسيق مع باقي القوى والشخصيات الوطنية، من أجل تحقيق مصالحة وطنية حقيقية. وأضاف أنه سوف يصل إلى الجزائر صباح يوم السبت 29 أكتوبر 2005, وأنه سيعقد مؤتمرا صحافيا في اليوم الموالي أي يوم الأحد 30 أكتوبر عند الساعة الحادية عشر بشأن قرار عودته. ولدى شرحه للأسباب التي جعلته يستجيب لدعوة الرئيس بوتفليقة والتي وصفها بأنها دعوة حميدة، أشار إلى أنه توفر مع هذه الدعوة ما أراه الحد الأدنى الضروري من الظروف المواتية للمساهمة الفعالة وبكل حرية في الجهود الوطنية المبذولة للتصالح الوطني بين كافة أبناء وبنات الشعب دون أي إقصاء. وبرأي هدام فإن تحقيق المصالحة الوطنية الحقيقية يستوجب من جميع أبناء وبنات وطننا العزيز التخلص من حسابات الماضي الضيقة، وأنه سوف يسعى للعمل على المحافظة على مضمون المصالحة الحقيقية الروحي والأخلاقي والاجتماعي العميق. وقال أنور هدام أن المصالحة الحقيقية تهدف إلى طي صفحة الصراع والاتجاه بالمجتمع قدما نحو المستقبل، لاستدراك ما فاته من شروط النهضة وأسباب العزة والمناعة الحضارية. لكن هدام دعا السلطات الجزائرية إلى عدم التخلي عن مطلب تحقيق العدالة واحترام ذاكرة المجتمع وصيانتها من التزييف، ومسعى كشف الحقيقة، وواجب تحديد المسؤوليات، وحفظ حقوق المواطنة الأساسية للجميع دون تمييز أو استثناء، ورفع المظالم القضائية والإدارية عن المظلومين بسبب آرائهم الفكرية ومواقفهم السياسية، سواء أكانوا داخل الوطن أو في بلاد المهجر. ومن بين هؤلاء، أورد هدام اسمي عباسي مدني ونائبه علي بن حاج، وقال في هذا الاتجاه، إن من شأن ذلك تكريس ثقافة التسامح والتغافر والصفح الجميل والتآخي والتكافل بين الجزائريين. وخلص بيان هدام إلى دعوة المتعاطفين مع الجبهة الإسلامية للإنقاذ إلى التركيز على مرحلة ما بعد استفتاء 29 سبتمبر، مشددا على ضرورة توحيد الجهود الوطنية وتكثيف العمل من أجل ترجيح التوازنات الوطنية الحالية للوصول بمسار المصالحة الوطنية إلى نهايته الصحيحة.