وعد لحبيب المالكي، وزير التربية الوطنية وتكوين الأطر والبحث العلمي، ليلة الخميس المنصرم بمقر الكتابة الإقليمية لحزب الاتحاد الاشتراكي بسلا، باحترام الاستمرارية في تدبير التوافق في قضية التربية الإسلامية التي «نعتبرها قضية وطنية»، حسب تعبيره. إلا أن عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي، الذي كان في لقاء تواصلي مع أعضاء حزبه بسلا بمناسبة مرور أربعين سنة على اختطاف المهدي بنبركة، أشار إلى أن «جهات لم يسمها تجعل بعض الإشكاليات مصدر تشويشات على الإصلاح». وحذر الوزير جميع الاتحاديين من جعل المدرسة مجالا عاديا، بل هي «استثمار في المستقبل وفي كيفية بنائه، فأسلوب تكوين مواطن الغد وتربيته، سيكون له أثر في مجرى الأحداث في المستقبل، فالخميرة إما تصدق أو تحماض»، حسب تعبير الوزير. وأضاف الوزير: «فحسم الصراع داخل المدرسة يململ أو يميل بعبارة أدق ميزان القوة لأي اتجاه»، كما اعتبر أن التعليم كان جزءا من حل المعادلة السياسية بالمغرب خلال الستينيات والسبعينيات. وربط الحبيب المالكي كل الإصلاحات التي عرفها المغرب في ميدان التعليم بحزبه، فالمبادئ الأربعة التي تبنتها اللجنة الملكية الخاصة بإصلاح التعليم سنة 1957 كان وراءها المهدي بنبركة، والاتحاد هو الذي وضع الإطار المذهبي الأول للإصلاح، كما أن حكومة التناوب هي التي كانت وراء إصلاح ,1997 وهذا، حسب الوزير، ليس من سبيل الصدفة، الذي يتحفظ عليه الفكر الاشتراكي، بل هو «ثمرة لنضالات الاتحاد وكفاحاته»، ففي سنة ,1997 وخلال حكومة التناوب وقع تدبير ثان للإصلاح، «حولنا المسألة التعليمية من مصدر أزمة سياسية وحركات احتجاجية إلى عنصر بناء مغرب جديد». وأخبر الوزير الحاضرين أن حزبه تقلد المسؤولية في قطاعات لا يمكن أن تقدم فيها أرقام تبين حجم الإنجازات، ولكنه تحمل المسؤولية عن قطاعات تدافع عن كرامة المواطن كيفيا ونوعيا، وهي التربية الوطنية والعدل ومجال المياه والثقافة والشباب، وليس قطاعات يمكن أن تقدم فيها أرقام حول كم من كيلومتر تم إنجازه من الطرقات. الوزير، الذي وزع منشور رسالة التربية والتكوين على الحضور مجانا، وعد أيضا بزيارة إحدى المدارس ببطانة لإصلاحها وكذا تشغيل المعطلين والنهوض بواقع سلا التاريخي وإنشاء جامعة مستقلة أثناء إعداد ميزانية 2006 نظرا لعدد سكان سلا وارتفاع الطلب الجامعي ووزن المدينة التاريخي وكذا إدماج الكتاب الأمازيغي بالمدرسة المغربية... وقال المسؤول الحكومي إن الحملات القمعية هي المخاض الذي أدى إلى المسلسل الديمقراطي، و»كل ما عاشه المغرب له علاقة بالحدث الإجرامي الذي جعل المغرب يتأخر ويعاني أزمات»، في إشارة إلى اختطاف المهدي بنبركة. يذكر أن الكتابة الإقليمية للحزب بسلا استنكرت، في بيان وزع خلال اللقاء التواصلي، منعها من تنظيم اللقاء في القاعة الكبرى للجماعة الحضرية للمدينة، محملة المسؤولية في ذلك لرئيس الجماعة، وطالبته بجواب مكتوب على رفض استعمال القاعة، كما طالبت بمقابلة عامل المدينة.