أكد مهاجرون سريون من مختلف الجنسيات الإفريقية والآسيوية، الموجودين ببويزكارن (إقليمكلميم) وبالقطاع شبه العسكري تيوزكي (على بعد 10 كيلومترات من الجدار الأمني)، أنهم دخلوا المغرب عن طريق الجزائر. وصرح المهاجرون المذكورون، خلال زيارة لوفد صحفي يضم إعلاميين مغاربة وأجانب زاروا المنطقة لمعاينة عملية ترحيل المهاجرين الأفارقة إلى بلدانهم، أن الجزائريين سهلوا مهمة دخولهم، وأن السلطات المغربية أرغمتهم، على حد تعبيرهم، للعودة إلى بلدانهم. وأكد لولام، من الغونغو الديموقراطية، أنه استطاع الدخول إلى المغرب رفقة العديد من الأفارقة المنحدرين من جنوب الصحراء عبر مدينة تمراست الجزائرية، وأوضح لولام لالتجديد أنه كان يعمل بالجزائر لمدة سنة وجمع مبلغا مهما فقدمه لمهرب مقابل ترحيله إلى المغرب من أجل العبور إلى إسبانيا. ومن جهته قال بالجندر سينغ، مهاجر هندي، "دخلنا المغرب عن طريق الجزائر من أجل العبور إلى إسبانيا"، مضيفا: "همي الوحيد هو الدخول إلى إسبانيا من أجل الحصول على المال". وأكد أبو بكر الصديق، مهاجر إيفواري، في تصريح لالتجديد أنه انسل إلى المغرب انطلاقا من معسكر مغنية بالجزائر بعدما أدى 500 أورو لمهرب جزائري. وأضاف أنه رغم المشاكل التي عاناها وفشله في محاولة الدخول إلى أوروبا فإنه سعيد بالعودة إلى بلاده. ومن جهة أخرى أكد بعض المهاجرين الموجودين في منطقة قطاع شبه العسكري تيوزكي، أنهم عوملوا معاملة حسنة، إذ قال أحدهم، ويدعى هيلينا أولومو، لالتجديد: "من باب الإنصاف، لقد عاملوني بشكل جيد وأشكر المغاربة كلهم، لقد أحسنوا إلينا ولقد وجدنا متاعب في طريقنا في الصحراء". وشدد مبولا، مهاجر كونغولي، في حديثه لالتجديد، أنه دخل المغرب عبر التراب الجزائري، وأنه تلقى كل المساعدة اللازمة من قبل السلطات المغربية. وبالمقابل قال إبراهيم كمار، مهاجر إيفواري، إنه تعرض للضرب من قبل المغاربة، وعانى من العطش والجوع أثناء قدومه من الجزائر في اتجاه المغرب. ومن جانب آخر، أكد والي جهة كلميمالسمارة، أحمد حمدي، في تصريح لوسائل الإعلام الوطنية والدولية، أن عملية الترحيل تمت بشكل إرادي وتم فيها احترام كرامتهم، نافيا ما صرح به بعض المهاجرين من معاملتهم معاملة سيئة بالمغرب. وأبرز حمدي، خلال كلمة له أثناء عملية ترحيل 129 مهاجرا كاميرونيا انطلاقا من القاعدة الجوية بكلميم إلى بلدهم، أنه ابتداء من يوم 14 أكتوبر الماضي إلى يوم أول أمس، تم ترحيل حوالي 970 مهاجرا سريا من جنسيات مختلفة من جنوب الصحراء انطلاقا من مدينة كلميم في اتجاه بلدانهم. وأشار والي جهة كلميمالسمارة إلى أن نزوح المهاجرين نحو المغرب مستمر وأن الهجرة تعتبر مشكلا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وإفريقيا، مؤكدا أن أغلب المهاجرين يعبرون الجزائر. وأكد بعض المهاجرين الكامرونيين أثناء ترحليهم أول أمس لوسائل الإعلام أنهم عوملوا معاملة لا إنسانية من قبل المغاربة والإسبان، الشيء الذي نفاه ممثل سفارتهم، موغنا أولي مونغام، قائلا للصحافيين: "لا تصدقوهم إنهم يكذبون". وقال الديبلوماسي الكامروني في تصريح لالتجديد إن المغرب قدم المساعدة الضرورية للمهاجرين الكامرونيين، مؤكدا أن الحل المناسب لهؤلاء هو رحيلهم لبلدهم من أجل العمل هناك. ويوجد حوالي 131 مهاجرا سريا ببويزكارن في انتظار تحديد هوياتهم من قبل بعثاتهم الديبلوماسية لبلدانهم بالمغرب، ومن بين هؤلاء 10 من بنغلاديش و17 هنديا. كما يوجد 80 مهاجرا بالقطاع شبه العسكري تيوزكي أكد مسؤول أمني لالتجديد أنه تم إيقافهم من قبل السلطات المغربية بعد اجتيازهم حدود المغرب قادمين من الجزائر.