جددت الحكومة الإثيوبية، يوم السبت 20 غشت 2016، رفضها استقبال لجنة أممية للتحقيق في فض الشرطة لمظاهرات شهدتها العاصمة أديس أبابا وإقليمي "أروميا" و"أمهرا" مطلع أغسطس/آب الجاري، أسفر عن سقوط قتلى. وسبق أن طالبت منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، في 10 غشت الجاري، بإرسال لجنة تحقيق في فض التظاهرات التي شهدتها البلاد، إلاّ أن الحكومة الإثيوبية أعلنت الأسبوع الماضي على لسان المتحدث باسمها، جيتاتشو ردا، رفضها لاستقبال أي لجنة تحقيق بهذا الخصوص. وقال وزير الدولة للشؤون الخارجية، تاي اسقي سيلاسي، اليوم، "لدينا مؤسسات حقوق إنسان قادرة على إجراء تحقيق مستقل وحيادي وشامل، ولا حاجة للتدخل الأجنبي". جاء ذلك في تصريحات للوزير الإثيوبي، أدلى بها خلال إطلاعه ممثلي البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى أديس أبابا، على آخر التطورات المتعلقة بالمظاهرات، ونقلها التلفزيون الرسمي. وأضاف سيلاسي، أن "المظاهرات التي شهدها إقليما أوروميا وأمهرا هي استياء المواطنين من بطء استجابة الحكومة لمطالب الشعب في الخدمات الاجتماعية وسوء الإدارة، والحكم الرشيد، وتزايد البطالة". وأوضح أن "الحكومة تعتبر هذه المطالب مشروعة، وستعمل على حلها"، مشيرا أنها "بدأت، في هذا الإطار، سلسلة من المناقشات واللقاءات في جميع أقاليم البلاد التسعة (الأرومو، الأمهرا ، التقراي، بني شنقول غمز، قامبيلا، هرر، شعوب جنوبأثيوبيا ، الصومال الأثيوبي والعفر بجانب مدينتي أديس أبابا ودريداو، المتمتعان بحكم ذاتي)". واتهم سيلاسي "عناصر سياسية (لم يسمها) لها أجندة خاصة، وقوى خارجية (لم يذكرها)" ب"السعي لاستخدام المظاهرات لتغيير النظام وزعزعة الاستقرار"، محذرا إياها ب"الكف عن محاولاتها لاختطاف مطالب الشعب المشروعة، لإثارة الاضطرابات والفوضى في إقليمي أوروميا وأمهرا". وفي السادس من غشت الجاري، اعترض محتجون في "أروميا" على خطط توسيع حدود العاصمة، لتشمل عددًا من مناطق الإقليم، معتبرين أن الخطة "تستهدف تهجير مزارعين من قومية الأوروموا". بينما تظاهر محتجون في "أمهرا"، للمطالبة بضم "ولقايت" إلى القوميات المعترف بها رسميا في الإقليم، كما طالبوا بإطلاق سراح 7 موقوفين ألقي القبض عليهم بتهمة "الإرهاب والتعاون مع جماعات محظورة"، تنطلق من إريتريا الحدودية، وتظاهر البعض في أديس أبابا تضامنا معهم. وتصدت الشرطة للمظاهرات وقامت بفضها، وتحدثت مصادر في المعارضة الإثيوبية عن "سقوط 80 قتيلا على الأقل" خلال التصدي للاحتجاجات، غير أن مصدرا حكوميا قال في تصريحات صحفية، إن "7 قتلى فقط سقطوا في أعمال الشغب".