عين جلالة الملك محمد السادس الاثنين 10 أكتوبر 2005 السيد أحمد الحبابي، عضو المجلس العلمي المحلي بفاس كاتبا عاما للرابطة المحمدية لعلماء المغرب، وذلك خلال استقبال جلالته له عقب انتهاء الدرس الأول من سلسلة الدروس الحسنية الرمضانية. ويعد الأستاذ محمد الحبابي من قدماء الخريجين من جامعة القرويين، وتشهد له مواقفه الجليلة في خدمة القضايا الوطنية، إذ بعد نيله لشهادة العالمية من القسم الشرعي بجامعة القرويين سنة ,1943 حكمت عليه المحكمة الاستعمارية بسنة ونصف سجنا، قضى معظمها، ولما أطلق سراحه التحق بنظام الجامعة للتدريس، فدرس بمختلف أقسامها، وعمل مديرا للمعهد الأصلي للفتيات. أوقفته الحكومة الاستعمارية عن الوظيفة إثر إبعاد جلالة الملك عن عرشه وامتناعه عن بيعة ابن عرفة، وبعد حصول المغرب على الاستقلال ورجوع الملك الشرعي إلى عرشه، أرجع إلى عمله بالجامعة. كما كتبت عريضة علماء فاس المطالبة بإرجاع الملك بمنزله، وأعقب هذه العريضة اعتصام جميع علماء فاس بالحرم الإدريسي أمام ملحقات الدوائر الاستعمارية بالرباط. ومن أعماله العلمية تحقيق النصف الأول من تفسير ابن عطية المسمى المحرر الوجيز بمشاركة بعض العلماء الباحثين(طبعته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)، وحقق بالاستقلال أجزاء من كتاب البيان والتحصيل لابن رشد(طبعته دار الغرب الإسلامي). عمل أستاذا لمادة الأصول بكليةالشريعة، وله عدة مؤلفات علمية منها كتابالله أكبر حقا وصدقا، وأصول الفقه قواعد وتطبيقات وهو مجموعة من المحاضرات التي ألقاها الأستاذ محمد الحبابي بالكلية، وآخر ما صدر له كتاب دلالات إيمانية من الإقسامات الإلهية، الإسلام المقارن ومرونة الإسلام، الطرق التربوية وعلم النفس من القرآن، وقد حاز على جائزة محمد السادس للفكر والدراسات الإسلامية، والتي تم إحداثها بمقتضى الظهير الشريف رقم 129 /01 /1 الصادر في29 ربيع الأول1422 ه (22 يونيو 2001 م. ويأتي التعيين الملكي لكاتب عام للرابطة المحمدية ضمن خطوات إصلاح الحقل الديني بالمغرب، وقد جاء ت الإشارة إلى ذلك أثناء الخطاب الملكي الخاص بتنصيب المجالس العلمية بتاريخ 30 أبريل ,2004 ومما جاء فيه:.. أبينا إلا أن يشمل إصلاحنا رابطة علماء المغرب لإخراجها من سباتها العميق، وإحيائها بشكل يجعل منها جهازا متفاعلا مع المجالس العلمية، وذلك بإصدار ظهير شريف لتنظيمها وتركيبها في إطار يحمل اسمنا الشريف، بحيث نطلق عليها اسم الرابطة المحمدية لعلماء المغرب، مكونة من العلماء الموقرين، الذين يحظون بسامي رضانا وعطفنا.