يحتفل المغرب غدا باليوم الوطني للمهاجر، الذي أضحى مناسبة للوقوف على منجزات مختلف الفاعلين في النهوض بقضايا الهجرة والمهاجرين ودور هذه الفئة في المسلسل التنموي للبلاد، وكذا لتقييم السياسات المتبعة في حل مشاكل المغاربة الموزعين على مختلف ربوع المعمور. و يسلط اليوم الوطني للمهاجر لهذه السنة الضوء على فئة الشباب والدور المحوري الذي يمكن أن تضطلع به، كفاعل اجتماعي واستراتيجي يساهم بشكل إيجابي في الدفع بالعجلة التنموية في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية وتعبئة الكفاءات في مختلف المجالات. وفي هذا الصدد، نظمت الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، على مدار السنة وبشراكة مع الجامعات الوطنية، منتديات خاصة بالشباب المغاربة المقيمين بالخارج، بهدف تقوية أواصر صلتهم ببلدهم الأصل المغرب. وحسب وكالة المغرب العربي للأنباء ، فقد شكلت هذه المنتديات فرصة لهؤلاء الشباب للتعرف على بلدهم وعلى غنى ثقافته ومؤهلاته الاقتصادية وأوراشه الكبرى المهيكلة، وذلك عبر سلسلة محاضرات وندوات وأنشطة ذات طابع اقتصادي وثقافي وسياسي، بحضور مسؤولين وشخصيات وازنة وخبراء مغاربة، كما كانت هذه اللقاءات فرصة لشباب الجالية للتعبير عن انشغالاتهم وتطلعاتهم. كما قامت الوزارة بإنشاء خلية مكلفة بالاستثمار تتولى أساسا إعلام وتوجيه المستثمرين الشباب في مختلف قطاعات الاقتصاد، وأيضا دعم ومساعدة حاملي المشاريع خلال كل مراحل إنجاز المشروع، انطلاقا من مرحلة التصور حتى تحقيق استثماراتهم على أرض الواقع. وبهدف تطوير مقاربة تفاعلية تجاه هذه الكفاءات، تقوم الوزارة بالتشجع على بروز جيل جديد من المستثمرين المغاربة المقيمين بالخارج للمساهمة في المجهودات التي يبذلها المغرب لخلق فرص للشغل، وذلك من خلال التحفيز على إحداث المقاولات ومواكبة حاملي المشاريع وتتبع المقاولات المنشأة من خلال صندوق تطوير استثمارات المغاربة المقيمين في الخارج. وجدير بالذكر أن الاحتفال باليوم الوطني للمهاجر، الذي يخلد في 10 غشت من كل سنة، يتزامن مع عملية العبور، التي عرفت توافدا كبيرا للمهاجرين المغاربة، إذ بلغ عدد أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذين توافدوا عبر مختلف نقط العبور بالشمال الشرقي للمملكة منذ انطلاق عملية (مرحبا 2016) وإلى غاية 31 غشت الجاري، ما مجموعه 396 ألف و328 شخصا. وفي هذا الإطار تعمل مؤسسة محمد الخامس للتضامن، من خلال مجموعة من التدابير، على تحسين ظروف الاستقبال على جميع المستويات، لاسيما المواكبة الاجتماعية وتقديم المساعدة الإدارية والطبية للمسافرين.