فشل سلاح البر الأمريكي مجددا في تجنيد العدد الذي خطط له في خطة عام 2005. وأفادت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن نسبة النقص بلغت 8% عن العدد المستهدف. وقال البنتاغون إن سلاح البر الأمريكي الذي يخوض حربين في أفغانستان والعراق تمكن من تجنيد 73 ألف شاب في السنة المالية التي انتهت يوم 30 شتنبر الماضي، مقابل 80 ألفا خططت الوزارة لتجنيدهم. وبهذا العدد لن يرتفع عدد مجندي الجيش الأمريكي إلى 205 ألف كما كان يصبو البنتاغون، بل سينحصر بين 492 أو 493 ألفا. وكان يفترض أن تسمح زيادة عدد المجندين للجيش في تسهيل تشكيل عشرة ألوية قتالية وزيادة القوات القتالية- التي تضم حاليا 315 ألف جندي- ثلاثين ألفا. غير أن المسؤول عن التجنيد الجنرال ريتشارد كودي قال في مؤتمر صحفي بواشنطن إنه رغم نقص عدد المجندين سيكون الجيش قادرا على تشكيل هذه الألوية، موضحا أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى نقل عدد من الجنود من الوحدات الإدارية إلى الوحدات القتالية. من جهته قال نائب وزير الدفاع المكلف سلاح البر فرانسيس هارفي في مؤتمر صحفي منفصل، إن البنتاغون سيضطر بفعل انخفاض إقبال المجندين إلى إجراء حركة تنقلات دائمة تطال 40 ألفا من المجندين طيلة هذا العام وحتى عام 2007. وأضاف هارفي أن سلاح البر قرر أيضا خفض المستوى المطلوب لاختبارات مؤهلات المجندين عبر تبني قواعد البنتاغون الأقل صرامة. ولمواجهة هذا الانخفاض في عدد المجندين قرر الجيش زيادة الحوافز المالية. ويخطط البنتاغون لرفع مكافأة التجنيد من 20 ألف دولار حاليا إلى 40 ألفا. وسيمنح أي جندي ينجح في إقناع صديق بالتجنيد 2500 دولار. كما سيتمتع العسكريون بخفض في الضرائب لشراء منزل في نهاية خدمتهم التي تستمر أربعة أعوام. ويبدو أن هذا الانخفاض سيؤثر على عدد ونوعية المجندين لأن البنتاغون سيضطر إلى تجنيد قوات أقل كفاءة باتباع القواعد الأقل صرامة وبنقل مجندين إداريين إلى القوات القتالية. كما سيحمل ميزانية الدفاع العالية أصلا مبالغ إضافية نتيجة الحوافز الجديدة التي يعتزم البنتاغون دفعها لمجنديه. وتشير جميع المصادر الأمريكية إلى أن عزوف الشباب الأمريكي عن الالتحاق بالخدمة العسكرية يعود إلى صعوبة الأوضاع الميدانية في أفغانستان والعراق. هذه الصعوبة تأتي من الهجمات المتكررة التي تتعرض لها القوات الأمريكية على يد المقاومة العراقية والأفغانية، والتي تسببت بمقتل مئات الجنود في العراق وأفغانستان وسط تقارير تشير إلى أن هذا العام هو الأسوأ للقوات الأمريكيةبأفغانستان.