أصدر الشيخ يوسف القرضاوى فتوى حرم بموجبها مسلسل الكرتون الياباني الشهير بوكيمون، وما بني عليه من أفلام وألعاب. وقال إن الفتوى تأتي "حفاظا على عقول أبنائنا وعقائدهم وسلوكهم، وكذلك على أموالهم التي أتقن هؤلاء فن استلابها منهم برضاهم، واستدراج آبائهم وأمهاتهم للموافقة عليها". وأوضح الشيخ القرضاوي أن فتواه بتحريم البوكيمون جاءت عقب الجدل الذي ثار مؤخرا حول البوكيمون والحكم الشرعي فيه وهل هو حلال أم حرام. وأضاف الشيخ وقد "توجه إلي بالسؤال كثير من الآباء والأمهات الذين يحرصون على تنشئة أولادهم تنشئة إسلامية صحيحة تسلم فيها عقائدهم وتصح عباداتهم وتزكو أنفسهم وتستقيم أخلاقهم وسلوكياتهم". وأكد القرضاوي أن فتواه استندت إلى آراء أهل الخبرة والفكر الذين يعرفون قضايا الفن والدراما والمسلسلات ونحوها من المؤمنين الملتزمين. وشدد على أن الفقيه المسلم يجب ألا يتعجل الحكم في مثل هذه القضايا قبل أن يعرف حقيقتها "فالحكم على الشيء فرع عن تصوره، والفقهاء عادة لا يعرفون مثل هذه الأمور لأنهم لا يشاهدون هذا النوع من المسلسلات أو اللعب، وبخاصة أنه صنع للأطفال". وحدد الشخ القرضاوي خمسة أسباب قادته إلى تحريم البوكيمون تتمثل في أنه "يتضمن خطرا على العقيدة بتبني الفكرة الداروينية المعروفة بنظرية النشوء والارتقاء وتطور الأجناس والأنواع من مخلوقات دنيا إلى مخلوقات أرقى وأكثر قدرة". كما أنه يتضمن خطرا على عقلية الطفل وحسن تربيته فكريا، حيث يغرس في عقله خيالات لا أصل لها وأشياء خارقة للعادة وغير متمشية مع سنن الله الكونية، حيث تصدر من هذه الحشرات أو المخلوقات الجديدة (البوكيمونات) عجائب وغرائب لا أساس لها من عقل ولا نقل. واستندت الفتوى أيضا إلى أن البوكيمون يتضمن خطرا على سلوك الطفل وحسن علاقته بمن حوله، حيث ينبش الفيلم فكرة الصراع والبقاء للأقوى وهي فكرة داروينية أيضا، ويدعو الفيلم أو المسلسل إلى العراك الدائم والعنف المستمر والقتال الذي تدور رحاه بين هذه المخلوقات. كما استندت الفتوى إلى اشتمال لعبة البوكيمون على الميسر (القمار) المحرم شرعا من خلال الكروت التي تشترى بالعشرات أو المئات بل ربما الآلاف من الريالات أو الدراهم أو الجنيهات أو الدنانير، وخصوصا الكرت الأقوى. وأفتى القرضاوي بتحريم البوكيمون لأنه يتضمن رموزا معروفة لها دلالالتها مثل "النجمة السداسية" وعلاقتها بالصهيونية والماسونية والتي أصبحت شعار دولة الاغتصاب المسماة "إسرائيل". ودعا القرضاوي إلى أن يكون للمسلمين والعرب "إنتاجنا الخاص المعبر عن عقائدنا وقيمنا وشرائعنا وأعرافنا وتراثنا وحضارتنا، وأن يتعاون على ذلك المبدعون من أدبائنا وعلمائنا وفنانينا وأهل التقنية وأصحاب المال والسلطان فينا، لنقدم أفلاما ومسلسلات كرتونية تحمل رسالتنا وتعبر عن شخصيتنا وهويتنا الدينية والثقافية والحضارية بلغة سهلة.. فصيحة ومشوقة".