تدارست الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني للشغل في لقائها الأسبوعي ليوم الثلاثاء الماضي مجموعة من القضايا التنظيمية الداخلية كما تابعت عددا من التطورات على الساحة الاجتماعية، وتوقفت الكتابة الوطنية عند اللقاء الذي نظمته وزارة التشغيل يومي 22 و23 شتنبر 2005 حول مبادرات التشغيل وتقييم نتائجه ومشاركة المركزية . و قررت مواصلة دراسة معضلة التشغيل في المغرب عبر تنظيم أيام دراسية وندوات داخلية . وبهذه المناسبة يؤكد الاتحاد الوطني للشغل ما يلي : إن أي مبادرة للتشغيل المنتج أو تدابير لن يكتب لها النجاح إلا من خلال سياسة حكومية مندمجة تقوم على التراكم وتقييم الإجراءات والتدابير والتجارب السابقة من جهة، وتتأسس قبل كل شيء على إصلاح هيكلي ومؤسساتي وإداري وقضائي وتخليق للحياة العامة وتوفير مناخ مناسب لجلب الاستثمارات واستقرارها وشروط ملائمة تؤدي إلى تنمية مستديمة وتؤهل لاقتصاد الوطني لخلق مزيد من عروض الشغل . إن نجاح أية مبادرة يقتضي إشراكا حقيقيا وفعالا للشركاء الاجتماعيين وفي مقدمتهم النقابات سواء في وضع المقترحات والبرامج وهو ما كان غائبا خلال الإعداد للقاء مبادرات التشغيل الأخير، حيث جاءت الحكومة بمجموعة من التدابيروالترتيبات الجاهزة بل إنها قد وقعت بعض اتقاقيات الشراكة في إطار التدابير المذكورة أو خلال متابعتها وتنفيذها ، وهو ما عبرت عنه منظمتنا في مناسبات متعددة ورغم ذلك حرصت على المشاركة الإيجابية الفاعلة في أشغال اللقاء المذكور. دعوة الحكومة إلى مواصلة الحوار في التفاصيل التطبيقية لبعض التدابير المذكورة، نظرا لما يمكن أن يترتب عن تطبيقها من إفراغ لمدونة الشغل من محتواها، علما أنها تتضمن كثيرا من النصوص المشجعة على الاستثمار والتشغيل وخاصة ما يتعلق بالمرونة، ومن مس باستقرار الشغل سواء بالنسبة للمشغلين القدامى أو المشغلين الجدد، والتأكيد بالخصوص على عدم الفصل بين تشغيل المعطلين والمحافظة على الحقوق المكتسبة للأجراء الحاليين وضمان الحماية الاجتماعية للمشغلين في إطار عقد الشغل الأول حيث تحرمهم تلك المقترحات من كل حماية اجتماعية خاصة التغطية الصحية والتقاعد وحوادث الشغل، و من الانزلاقات التي قد تشوبها خلال التطبيق ومن استغلال عقد الشغل الأول للتهرب من الالتزامات، لذا وجب التنصيص على نسبة الأجراء في إطار هذا العقد داخل كل مقاولة، وكذا عدد المرات التي قد تستفيد فيها المقاولة من هذه التسهيلات، وحماية المقاولات التي تؤدي واجبها من المنافسة غير الشريفة من قبل أخرى تشغل في إطار العقد الجديد، وخلق صيغ لتمويل خلق المقاولا ت بقروض دون فوائد، وخلق آليات لمتابعة وتقييم نتائج الملتقى، وتنفيذ تلك الإجراءات وتحسينها على ضوء التطبيق. وعلى مستوى الساحة الاجتماعية عبرت الكتابة الوطنية عن قلقها من استمرار الإجهاز على الحريات النقابية يوميا في كثير من مؤسسات القطاع الخاص العمومية وشبه العمومية، واستنكرت بشدة الطرد التعسفي لأعضاء المكتب النقابي لمؤسسة نقل المدينة بالدار البيضاء، كما استعرضت حصيلة لقاء لجنة من المكتب الوطني مع نقابة تقنيي الطيران بالمغرب، واستنكرت استمرار أسلوب التعنت في التعامل مع مطالب تقنيي الطيران من لدن إدارة الخطوط الملكية المغربية، وهو ما يكلف ميزانيتها مبالغ هائلة فيما يخص صيانة الطائرات ويقلل من جودة الخدمات ويعرض سلامة الطيران للخطر، كما استنكرت على الأخص الإجراءات الانتقامية من التقنيين ومن أزواجهم بالتنقيل التعسفي، ودعت الحكومة إلى التدخل من أجا إنهاء معاناة التقنيين وإيجاد حل لهذا المشكل الذي قد يؤثر على سمعة وجودة خدمات الشركة. محمد يتيم الكاتب العام للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب الرباط 27 09 2005