أصدرت السلطات المصريّة قراراً يقضي بوقف بث قناة المنار، وذلك على خلفية عرض حلقة من برنامج ماذا بعد؟ للزميل عمرو ناصف وإغلاق مكتبها في القاهرة. والسبب أنه خلال مسار الحلقة، وجهت انتقادات قاسية للنظام المصري وللرئيس حسني مبارك إثر إعلان فوزه في الانتخابات الرئاسيّة. وكانت وزارة الإعلام المصرية قد طالبت شركة النايل سات للأقمار الصناعية بوقف بث حلقة ماذا بعد؟ التي شارك فيها ناشط حقوق الإنسان المصري نجاد البرعي والصحافيان عبد العظيم المغربي ومحمد عز الدين، بسبب ما أسمته تجاوزاً وقدحاً وذماً بحق الرئيس المصري. وبعث رئيس اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري برسالة تحذيرية للشركة المصرية الخاصة التي وفرت المعدات والتجهيزات الفنيّة والاستوديوهات لقناة المنار لبث الحلقة المذكورة، وهددها بوقف نشاطها. وقد عرضت المنار آخر رسائلها المباشرة من القاهرة، في سياق تغطيتها لإعادة انتشار القوات المصرية عند معبر رفح الحدودي بعد انسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة. وبين في وقت لاحق مدير مكتب المنار في القاهرة محمود بكري أن مفاوضات تجري حاليا بين المسؤولين عن القناة من مقرها في بيروت وبين قيادات إعلامية مصرية، للتوصل إلى صيغة تضمن استمرار عمل القناة في مصر، أما إبراهيم فرحات مسؤول قسم العلاقات العامة في التلفزيون، فضل عدم الرد على الصحافة اللبنانية والعربية وطلب تأجيل التعليق على هذا الموضوع مهلة يومين لتتوضح الصورة أكثر، معتبراً أن ما حصل لا يتعدى وقف عرض الحلقة، ولن يصل بطبيعة الحال إلى إيقاف البث نهائيّا. وللإشارة فقد تم منع المنار في كل من فرنسا وأمريكيا الشمالية وآسيا، كما أن هناك اتجاها أمريكيا لمنع قناة المنار في العراق، والمعروف أن لالمنار حضورا مميزا في معظم المحافظات العراقية وهو ما أوجد لذلك مكتبا مهما يديره مجموعة من المراسلين النشيطين. كما أن الشركة الهولندية (نيوز سكاي) التي تنقل (المنار) الى أوروبا قد تقوم بتدبير مشابه لذلك الذي قامت به فرنسا، الأمر الذي جعل المجموعة اللبنانية للإعلام تتخوف من أن تتوسع الحملة فتشمل أوروبا كلها.