أعلنت نقابة الصحفيين اليمنيين عن اختفاء أحد منتسبيها، ويعمل مراسلا لصحيفة /القدس العربي/ الصادرة في العاصمة البريطانية لندن. وقال مصدر قيادي في النقابة لوكالة "قدس برس" إن الصحفي خالد الحمادي، مراسل صحيفة /القدس العربي/ قد اختفى منذ عصر الثلاثاء (30/8)، عقب استدعائه من قيادة الدفاع الجوي بصنعاء. وأوضح المصدر أن خالد اتصل بأسرته وببعض الزملاء الصحفيين، وأبلغهم أنه استدعي من قبل الدفاع الجوي، لإطلاعهم على المكان الذي هو فيه، في حال انقطع الاتصال به. وقال إن استدعاء الزميل الحمادي جاء بينما كان في رحلة عمل بمدينة مأرب، شمال شرق البلاد، وحين أكد لهم تعذر مجيئه إلى صنعاء، بسبب مرافقته لوفد أجنبي، أرسلوا له رجال الأمن إلى الفندق الذي كان يقيم فيه. وأشار المصدر إلى أن الاستدعاء قد يكون بسبب نشر خبر تحطم طائرة التدريب العسكرية (ميج 29) في مديرية الضحي بمحافظة الحديدة. وأعرب المصدر القيادي في النقابة عن قلقه من استمرار حملات الترهيب ضد الصحفيين ومراسلي وكالات الأنباء الخارجية. وقال "إن الأساليب التي تلجأ إليها بعض الأطراف الحكومية من اعتقالات أو اختطافات أو حتى استدعاءات، خارج نطاق القانون، مرفوضة ومستنكرة، وطالما قلنا إن على الجهات الأمنية أن تلتزم بالقانون، حتى يلتزم الآخرون به"، على حد قوله. وأضاف المصدر "أن ما حدث لزميلنا خالد الحمادي من عملية اختطاف وإخفاء، لا نعرف حتى الآن من هي الجهة التي قامت بها، ولا سببها، هو إجراء مدان، ونعتبر أنه يأتي في سياق حملات التهديد والترويع والترهيب، التي انبرت أطراف في السلطة للترويج لها"، بحسب قوله. وتابع "ولعل ما قرأناه قبل يومين في افتتاحية إحدى الصحف الحكومية من تحريض سافر ضد مراسلي وكالات الأنباء والصحافة الخارجية، وإطلاق شتى النعوت وأقذع الصفات عليهم، إنما هو جزء من مخطط إسكات أقلام الصحفيين، والتراجع عن التزامات اليمن الدولية بحرية الصحافة والتعبير، وهذا يضر كثيراً بسمعتنا نحن اليمنيين وليس بالسلطة فقط". وطالب المصدر من قام بعملية اختطاف وإخفاء الصحفي الحمادي بالإفراج الفوري عنه، دون قيد أو شرط. وقال "إن كانت هناك أي مخالفة فهناك قنوات قانونية تلجأ إليها هذه الأطراف". وكانت صحيفة /الثورة/ الحكومية قد هاجمت مراسلي وسائل الإعلام الأجنبية، واصفة إياهم بأنهم يمثلون "الصورة المزدوجة للتخلف والعجز"، وأنهم يقتاتون من الفتات، للتحريض على الوطن. وقالت في افتتاحيتها الاثنين (29/8) "إن من السهل على من سعى إلى التحريض على وطنه، ونسج الأكاذيب في أعمدة الصحافة، والتسريب لبعض وسائل الإعلام الأجنبية، من كون اليمن أصبحت مأوى للإرهاب، أن نجده اليوم وبذات الوسيلة، هو من يعمل على إحداث الضرر السياسي والاقتصادي، كفعل من أفعال عدم المسؤولية، وغياب رقابة الضمير". وقالت الصحيفة في افتتاحيتها المعنونة ب (هؤلاء.. وغياب رقابة الضمير!!) "إن من يلجأ إلى تشويه سمعة بلاده في الخارج، ليس فقط مفلساً وطنياً، بل إنه الذي يصنف كعنصر لا يملك أي رصيد أخلاقي يحميه من الوقوع في مستنقع الرذائل ونوازع النفس الشريرة"، على حد قول الصحيفة. وتابعت /الثورة/ تقول "وتبدو في ضوء ذلك، الصورة المزدوجة للتخلف والعجز المركبين في تعامل بعض مراسلي وسائل الإعلام الخارجية، الذين لا هم لهم سوى الحصول على الفتات، الذي يعود عليهم من تلك الوسائل، التي يمدونها بالأكاذيب، والأخبار المفبركة، والتقارير التي تعتمد على الإثارة والتشويه، الذي يلتقط كل ما يؤذي فؤاد الإنسان اليمني، وصورة وطنه وسمعته ومكانته". وقالت إنهم إما متطفلون على الصحافة، أو إنهم الذين شدوا من مأزرهم للمتاجرة بقيم وأمانة المهنة وشرفها ونزاهتها، عن طريق إلحاق الضرر بوطنهم وشعبهم ومجتمعهم". ودعت الصحيفة في نهاية الافتتاحية من قالت إنهم "يرتضون لأنفسهم الارتهان لشهواتهم" إلى "الإسراع في مراجعة حساباتهم، وإعادة النظر في مواقفهم، قبل أن يخسروا كل شيء، وباب التوبة مفتوح لكل أواب منيب"، على حد قول الصحيفة.