صادق المشاركون في القمة الإفريقية الثانية للشباب الرائد مساء أول أمس الاثنين على بيان إفران، مؤكدين عزمهم على العمل من أجل تحقيق أهداف الألفية للتنمية المتفق عليها من طرف جميع الدول الأعضاء في الأممالمتحدة. وأكد المندوبون الأفارقة، الذين يمثلون أزيد من50 بلدا، في هذا البيان عزمهم على اعتبار الرياضة مدخلا أساسيا لتحقيق أهداف الألفية للتنمية في إطار السنة الدولية للرياضة والتربية البدنية (2005 ). كما شددوا على تقوية دور الشباب في مجهوداتهم لإنجاز الأهداف الإنمائية للألفية والعمل على تعبئتهم في إطار أنشطة فاعلة للحد من ظاهرة الفقر وداء فقدان المناعة المكتسبة (السيدا)، وتحقيق المساواة بين الجنسين، والمحافظة على البيئة وتحسين فرص ولوج الشباب للتربية والرعاية الصحية. كما أكدوا في بيان قمة إفران، التي تأتي بعد القمة الأولى المنعقدة بالعاصمة السنغالية دكار (يونيو2004 )، على ضرورة إتاحة الفرص للشباب المهمش بتمكينهم من القيام بدور فاعل لخدمة مجتمعاتهم، وكذا توفير توعية أكبر بأهداف الألفية للتنمية على مستوى المجتمع ومختلف قطاعاته. وفي بيان هذه القمة التي احتضنها إفران ما بين 18 و23 غشت الجاري، أكد المندوبون من جانب آخر على بناء منظور يراعي التنوع باعتباره ثقافة هامة وعامل تنمية للتفاهم وترسيخ القيم المشتركة بإفريقيا على اختلاف دياناتها وأعراقها وتقاليدها للعمل باتجاه إفريقيا ذات صوت قوي واحد ورؤية موحدة. كما شددوا على الرفع من دور المجتمع المدني عامة والشباب خاصة في بناء السلم وتحقيقه على أساس أهداف الألفية للتنمية، ملحين على أهمية الرفع من أهمية الوعي بالعوامل الكفيلة بمواجهة التحديات ومنع النزاعات والمساعدة على حلها والحد من انتشار الأسلحة في إفريقيا. وأكد المندوبون أيضا على العمل باتجاه مستقبل يتيح لإفريقيا التحكم في ثرواتها وسبل تدبيرها لتمكينها من القيام بدور ريادي في الشؤون الدولية والمساهمة بمواردها الروحية والمادية في بناء عالم يسوده السلام والمساواة والاستقرار. وبخصوص تفعيل هذه المبادئ، أبرز المندوبون في بيان القمة التي تنظم بشراكة مع الأممالمتحدة وبرنامج الأممالمتحدة للتنمية ومبادرة السلم الشامل للنساء، دعمهم لتوفير فرص ولوج أقوى إلى التكنولوجيا والتوعية بمشاريع أهداف الألفية للتنمية والمساعدة على التواصل. ودعموا تنمية الشراكات الدولية عن طريق مندوبي القمم الجهوية، وذلك قصد بناء تفاهم أفضل بين الثقافات وتقاسم الموارد المشتركة والتبادل المؤدي إلى البحث عن حلول لما تواجهه إفريقيا من تحديات. ودعا المندوبون في هذا البيان حكومات الدول الإفريقية إلى إعطاء الفرصة لإسماع صوت الشباب بقوة في كل القرارات والمشاريع التي تمس حياتهم اليومية وتؤثر في مستقبلهم. وناشدوا الأممالمتحدة للعمل على خلق منتدى للشباب الرائد يتيح لأصوات المستقبل أن تلعب دورها في تحديد أولويات المجتمع الدولي المنشود. وأكدوا عزمهم على العمل مع المنظمين والرؤساء الجهويين في إفريقيا للمضي باتجاه تأسيس قمة عالمية للشباب الرائد بمنظمة الأممالمتحدة بنيويورك في السنة المقبلة معتبرين أنها ستمكن من ترجمة مطامحهم إلى مشاريع حقيقية لعالم أفضل. وحثوا الحكومات الإفريقية على وضع استراتيجيات دائمة للإدماج السوسيو اقتصادي للشباب ذوي الاحتياجات الخاصة وأساسا في العالم القروي. ويشار إلى أن أهداف الألفية للتنمية التي حددت في شتنبر,2000 تهدف أساسا إلى التقليص من الفقر والمجاعة وضمان التربية الأولية الكونية والمساواة بين الجنسين والتقليص من ثلثي وفيات الأطفال تحت سن الخامسة، وثلاثة أرباع وفيات الأمهات أثناء الولادة وتحقيق تنمية مستدامة والحفاظ على البيئة وإرساء شراكة عالمية للتنمية.