ذكرت مصادر مطلعة أن الحملة التمشيطية الواسعة التي تقودها مصالح الأمن في مدينة مراكش ضد معاقل البغاء مازالت مستمرة، مشيرة أن مكتب الضبط بالمحكمة الابتدائية بمراكش يستقبل يوميا ما بين أربع إلى خمس ملفات لمتهمين أغلبهم فتيات ومنهن قاصرات. لكن مصادرنا أضافت أن المتابعات أصبحت تأخذ مسارا آخر، حيث تتابع المتهمات في حالة سراح بعد تحرير محضر في شأن ممارستهن للدعارة والإخلال بالآداب العامة، مؤكدا أن أغلب المتهمات تتم إدانتهن بأحكام سجنية ويبقين خارج الأسوار في انتظار ما ستقول محكمة الاستئناف. وقالت المصادر ذاتها إن الحملة المتواصلة دليل على أن الحملات السابقة ليست كرد فعل على فضائح جنسية تعرفها المدينة بين الفينة والأخرى، وإنما هي عمل يومي متواصل من أجل تطهير الشارع العام من الأعمال المنافية للأخلاق وتوفير جو من السكينة والاحترام في مدينة يزداد إقبال الزوار عليها يوما بعد يوم تنشط فيها السياحة الداخلية والخارجية. وقال متحدث آخر إن المقاربة الأمنية غير كافية لمحاربة الظاهرة، بل يجب أن يعي الكل أن ازدهار المدينة سياحيا واستمرارها في الازدهار رهين بسن خطة شاملة للتنمية يتخذ فيها الجانب البيئي الإنساني والحضاري الجانب الأهم. وأكد المتحدث نفسه أن المدينة الحمراء أصبحت محط أنظار كثير من المرضى الجنسيين الذين يقطعون المسافات الطوال من أجل متعة جنسية عابرة، حتى أصبحت المدينة تعرف بمدينة جمعة سبت أحد حيث تستقبل المراقص أفواجا منهم يختلط فيها الحابل بالنابل، وتكتمل الليالي في بيوت للدعارة أعدت خصيصا، بل منهم من يجد فريسته سهلة تنتظر في الشارع العام. من جهة ثانية علمت التجديد من مصادر أخرى أن أحياء هامشية بالمدينة بدأت بدورها تعرف ظهور بيوت للدعارة بعد نزوح بعض الهاربات من الحملة التمشيطية من وسط المدينة، مما يستدعي وجود شرطة الآداب في هذه المناطق حسب قول المصادر المذكورة، كما لاحظت أيضا أن بعض الحدائق العامة أصبحت ملاذا لبعضهن مع ما تتوفر عليه من مميزات الإنارة الخافتة والبعد عن أعين الناس، ومنها على الخصوص حلبة العدو الريفي المعشوشبة الموجودة قريبا من شارع محمد السادس.