حرم مركز للاتصالات بالبيضاء، في خرق سافر لحق المسلم في العبادة، على العاملين فيه الصلاة بمقر المركز إبان ساعات العمل أو حتى في مدة الراحة الفاصلة بين فترة العمل الصباحية والمسائية، ذلك أن القانون الداخلي لهذه المؤسسة ينص في مادته العاشرة بالحرف على ما يلي: «احتراماً للسير العادي للمقاولة، فإنه تمنع الصلاة في أوقات العمل، وفي فترات الراحة». وأوضح أحمد الفقران، وهو شاب اشتغل في المركز لمدة شهرين في منصب مرشد عن بعد، ثم اضطر إلى المغادرة بسبب هذا البند الغريب، أنه أحس بحيف كبير لحرمانه من أداء الصلوات قبل خروج وقتها، وقد غادر لهذا السبب المركز المسمى رايت بليس كول مروكو الواقع في شارع عثمان بن عفان، وقال الفقران في مراسلة توصلت بها التجديد إنه لم يستطع تحمل هذا الانتهاك لحقه في الصلاة، الذي رأى فيه مساً بكرامته وبدينه، واستنكر هذا الإجراء بالقول: «هل يعقل في بلد مسلم كالمغرب أن يمنع مشغل العاملين لديه من الصلاة في مقر العمل». وزاد المصدر ذاته قائلا إنه لم يهتم بمغادرته للمركز أو بقائه فيه بقدر ما تأسف على أن ينص القائمون عليه بالتنصيص في قانونهم الداخلي على منع الصلاة، كما أكد أنه آلمه ألا يحتج أحد من المشتغلين على هذا المنع غيرة على الدين، علماً أن المركز الذي أنشئ في أكتوبر 2004 يشغل 70 فرداً، وفترة العمل فيه تمتد بالنسبة إلى المرشدين عن بعد لثماني ساعات يومياً، من 8 و30 دقيقة صباحاً إلى الواحدة، ثم يستأنف العمل بعد فترة راحة من الثالثة بعد الزوال إلى السادسة والنصف. وأضاف المصدر ذاته أنه عندما استفسر مديرة الموارد البشرية عن السبب في منع الصلاة خلال العمل ردت عليه بالقول إن القانون الداخلي وضع ليحترم، وأنه مصادق عليه من لدن لجنة مكونة من وزارتي العدل والاتصال. كما أن لجوءه إلى مصالح وزارة التشغيل لم يجد نفعاً بل كان صادماً له، لأن مفتش الشغل قلل من أهمية المشكل، مكتفياً بالقول إنه يشتغل وفق القوانين ولا دخل له في المشاعر الدينية. وبدافع الأسى والغضب، الذي اعتمل في صدره جراء المنع من الصلاة، كاتب الشاب بعض الصحف المكتوبة الموجودة في البيضاء، إلا أن أيا منها، حسب تصريحه، لم تستجب للقضية، كما وضع شكاية لدى مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالدار البيضاء دون أية نتيجة تذكر. تجدر الإشارة إلى أن دور المرشد عن بعد هو القيام بوساطة بين الشركات وزبنائها في ما يخص تسويق المنتجات والخدمات، وما يرتبط بها من عمليات أخرى، وهذه المهمة في أهدافها العامة هي الوظيفة التي تؤديها مراكز الاتصالات التي تكون صلة وصل بين الشركات وزبنائها.