الزيارة الأخيرة التي قام بها أعضاء المجلس الوطني للفدرالية المغربية للناشرين إلى مدينة العيون كانت إيجابية على أكثر من مستوى، والخلاصة الكبرى التي خرجنا بها تتمثل في ضرورة برمجة زيارات أخرى بوتيرة أكبر إلى هذه الأقاليم العزيزة على كل مغربي ومغربية. وتكمن ضرورة حضور الجسم الإعلامي الوطني بأقاليمنا الجنوبية، إلى كون قضية وحدتنا الوطنية تحولت إلى معركة إعلامية بالدرجة الأولى. وكلنا يعلم الأموال الكثيرة التي ينفقها جنرالات الجارة الشرقية لترويج الأكاذيب حول صحرائنا المغربية، بحجة الدفاع على "شعب صحراوي مضطهد". والحقيقة أنه لم يصبح خفيا على أحد بأن النظام الجزائري يلعب آخر أوراقه للتغطية على الكوارث الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها أشقاؤنا الجزائريين، والتي تعتبر بمثابة بركان راكد قد ينفجر في أي لحظة. الزيارة شكلت أيضا فرصة لتقاسم هموم المهنة مع زملائنا مدراء الصحف الجهوية المتواجدة في مقدمة المعركة الإعلامية. كما تعرفنا في زيارتنا لقناة العيون الجهوية عن قرب على جنود الخفاء والطاقات الإعلامية والتقنية التي تزخر بها هذه القناة ، وقد لخص لنا مديرها الزميل محمد الأغظف الداه الأمر بكون الصحفيين في القناة يعتبرون أنفسهم جنودا للقضية الوطنية، وأكد لنا بأن قناة العيون لعبت دورا كبيرا في التأثير على الرأي العام الدولي بخصوص وضعية مواطنينا المحتجزين في مخيمات الذل والعار بتندوف. الزائر لأقاليمنا الجنوبية اليوم، لن تخف عليه المقاربة الذكية التي انتهجتها الدولة المغربية باختيار الإدماج في منظومة الجهوية الموسعة، وتجاوز التحرشات السياسية من أعداء الوحدة الوطنية بخلق فضاء تنموي شامل، جعلت هذه الأقاليم العزيزة علينا لا تقل في أمنها وبنيتها التحتية وفي تدبير شأنها العام اليومي عن باقي مدن المملكة. ولهذا فقد زاد وعينا نحن الناشرون أثناء زيارتنا لمدينة العيون بحجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقنا، وواجبنا في دحض الأكاذيب التي يروجها الإعلام الجزائري. وقد طلبنا في بلاغ العيون من زملائنا في الجزائر إلى الكف عن نشر الأكاذيب حول المغرب مما يضلل الشعب الجزائري الذي لا تشكل بالنسبة له الصحراء المغربية لا مطلبا ولا قضية، ودعوناهم للعمل يد في يد كعناصر توحيد ومصالحة لتحقيق الحلم المغاربي خدمة لشعوب المنطقة.