وجه الشيخ كمال خطيب – نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني نداءً إلى العالم العربي والإسلامي بجعل يوم الأحد القادم يوم غضب ونصرة للمسجد الأقصى، في ظل إعلان اليمين الإسرائيلي بحشد عشرات الآلاف منهم في ساحات البراق وتهديداتهم باقتحام جماعي في المسجد الأقصى. وخلال مقابلة صحفية أجرتها قناة الجزيرة الفضائية مع الشيخ كمال خطيب قال "أنتهز هذا اللقاء الكريم لأنادي وأشيد بأهلنا في كل العالم العربي والإسلامي بضرورة أن يكون ذلك اليوم يوم غضب حقيقي في كل العواصم العربية حتى لا تظن المؤسسة بأن إمكانها أن تستبيح الأقصى، نعم لا بد من أن تضج أرض المدن والعواصم العربية يومها من أجل التأكيد على أن الأقصى إنما هو قبلة المسلمين الأولى وبالتالي ألا يفكر هؤلاء المستوطنين ولا اليمين الإسرائيلي بتدنيس حرمة المسجد الأقصى يوم الأحد". وكرر الشيخ كمال خطيب هذا النداء أثناء إجراء مقابلة صحفية أجراها مع راديو الشمس قال فيها: "الحقيقة ما نريده من العالم العربي وخصوصا شعوبنا أن تخرج في هذا اليوم بيوم غضب ونصرة للمسجد الأقصى، وبتقديري خروج القاهرة وخروج عمان وخروج الرياض والرباط في مظاهرات عارمة بتقديري رسالة توجه للإسرائيليين حتى يعلموا أن إساءتهم للمسجد الأقصى لن تمر هكذا بمعنى أن هذا سيوجد وضع جديد في المجتمع الإسرائيلي، نحن نعتقد أن المسجد الأقصى المبارك ليس ملكا للفلسطينيين وحدهم ولا للعرب وحدهم إنما هو لكل المسلمين مما يحتم على هؤلاء جميعا أن يؤخذوا دورهم وأن يفشلوا هذه المؤامرات التي يحيكها اليمين الإسرائيلي بل تخطي بحمايته ورعاية المؤسسة السياسية والأمنية الإسرائيلية". وأضاف "كلي أمل أن شعوبنا هي شعوب فيها خير، رغم الأنظمة التي تسيطر على شعوبنا والتي ترى حتى في تحركها لنصرة المسجد الأقصى فيه نوع من التعبير عن الرأي المعاكس لسياسة هذه الأنظمة، لا شك أن شعوبنا تعاني حقيقة من ظروف غير عادية، ولكن ليعلم تحديدا الإسرائيليين أن المسجد الأقصى يمكن أن يكون هو مفترق الطريق الذي ليس فقط أن يحدث تغيير فقط في الواقع المحلي وإنما أيضا في واقع أنظمة عربية وإسلامية، بل أقول أن الاعتداء على المسجد الأقصى قد يغير خارطة الشرق الأوسط". في سياق متصل أجاب الشيخ كمال خطيب "راديو الشمس" عن سؤاله حول استياء رئيس الدولة موشيه كتساف من دعوة الحركة الإسلامية لصلاة حاشدة في المسجد الأقصى يوم الأحد المقبل، وقال الشيخ كمال خطيب: "آسف أن رئيس الدولة دائما يجعل نفسه في خط المواجهة المباشر مع الوسط العربي بدل أن يكون فعلا من خلال موقعه أداة الترابط بين المواطنين، ما كان ينبغي على رئيس الدولة أن يوجه أصابع الاتهام والتحريض على الوسط العربي وعلى الحركة الإسلامية وعلى الشيخ رائد صلاح بالتحديد بسبب دعوتنا الذهاب إلى القدس يوم الأحد، وهو طبعا بناء على قرار لجنة المتابعة العليا، إنما كان ينبغي أن يوجه الاتهام للجهات اليمينية التي تريد أن تستغل ما يسمى خراب الهيكل من أجل اجتياح المسجد الأقصى بهدف إرباك عملية الانسحاب من قطاع غزة، نحن كنا سنعتبر هذا اليوم يوما عاديا لولا دعوة اليمين الإسرائيلي عشرات الألوف من أجل الصلاة في ساحة حائط البراق، واجتياح المسجد الأقصى المبارك، نحن لا نتعاطى مع هذا الحدث تحديدا كما تعاطينا معه حينما أعلنت عن الاجتياح جماعة "ريفافاة" او جماعة ما يسمى "أمناء الهيكل". وتابع "الحديث الآن عن كل اليمين الإسرائيلي بأحزابه وبوزرائه وممثليه في البرلمان، هؤلاء هم الذين يدعون لاجتياح المسجد الأقصى يوم الأحد، ونحن نذهب يوم الأحد للمسجد الأقصى ليس من أجل الاحتكاك مع اليمين ولا مع الشرطة بل نذهب إلى المسجد كأي زيارة للعبادة في المسجد الأقصى، لكن هذا التهويج من طرف رئيس الدولة وإشارته إلى أن الحركة الإسلامية والجمهور العربي يريد أن يستفز اليهود في يوم حزنهم، هذه مصطلحات كبيرة كان ينبغي على رئيس الدولة أن يتوقف كثيرا قبل أن يتحدث في مثل هذه اللهجة، بالتالي نحن حينما نعلن ذهابنا إلى المسجد الأقصى، لا نريد بهذا أن نوجد وضع غير عادي، بل نريد أن نسمع الدنيا كلها أن هذا الخطر الحقيقي المحدق الآن في المسجد الأقصى المبارك، يجب أن تتنبه له الحكومة الإسرائيلية ويجب أن تتنبه له الحكومات العربية، لأن الاعتداء على الأقصى يعنى الطرفان الذي سيجتاح المنطقة ليس أقل من ذاك".