انتقد ممثلوا عشرات الجمعيات والهيئات المدنية ومنتخبون محليون ونواب برلمانيون ينحدرون من إقليم طاطا، ما أسموه "تهميش الدولة لإقليم طاطا الذي يوجد حسبهم في موقع استراتيجي بالقرب من الحدود المغربية الجزائرية"، واستنكروا منطق التهميش والإقصاء الذي عانت منه المنطقة منذ الاستقلال وإلى اليوم. جاء ذلك في لقاء تواصلي، نظمته جمعية أبناء وأصدقاء طاطا بشراكة مع المجلس الإقليمي، يوم السبت 21 ماي 2016 بالرباط، بمشاركة ممثلي جمعيات المجتمع المدني ومنتخبين محليين وممثلي الساكنة في المؤسسة التشريعية ورجال أعمال. وتنوعت مداخلات المتحدثين من أبناء المنطقة، بين تشخيص الواقع بالإقليم وتعداد مشاكله وبين إبراز مؤهلاته المادية والبشرية، واشتكت عدد منها من تعاقب مسؤولين فاسدين على تسيير الشأن العام بمختلف جماعات الإقليم، مما فوت على المنطقة الانخراط في مسار التنمية وعطل إليها وصول كثير من الخدمات والتجهيزات والمرافق العمومية. فيما دعت مداخلات أخرى إلى تجديد موقف الثقة في عدد من المنتخبين الجدد الذين تتوفر فيهم شروط النزاهة والمصداقية، داعين إلى دعمهم ومساندتهم من أجل تحسين شروط الحياة الكريمة لأبناء المنطقة ورفع التهميش والإقصاء عنهم، والترافع بقوة على جلب المشاريع التنموية للمنطقة مع مختلف القطاعات الحكومية. من جانبه استعرض رئيس المجلس الإقليمي لطاطا المجهودات المبذولة من طرف مجلسه المنتخب حديثا، بعد انتخابات (4 شتنبر 2015)، ونفى أن يكون اللقاء التواصلي أملته هواجس انتخابية كما جاء في بعض المداخلات، مضيفا بأن المنتخبين الحاضرين يمثلون حساسيات حزبية مختلفة، ودعا ممثلي الهيئات المدنية والفعاليات الجمعوية إلى التحلي بالروح الإيجابية والانخراط في الدينامية الجديدة التي تتسم بالمقاربة التشاركية. وأضاف، "اللقاء التواصلي يندرج في إطار التكليف الواجب على المنتخبين اتجاه الساكنة، وأملته الرغبة في التواصل مع أبناء المنطقة الراغبين في الاشتغال لصالح تنمية المنطقة". وأكد رئيس مجلس إقليم طاطا، أن المجلس يدشن عهدا جديدا بعد المحطة الانتخابية الأخيرة، مشيرا إلى مجلسه راسل رؤساء الجماعات بغرض إحصاء حاجياتها من المرافق والتجهيزات في مؤسسات التعليم والصحة على وجه الخصوص، وتعهد بمراسلة القطاعات الحكومية المختصة من أجل الاعتمادات المالية اللازمة. يشار إلى أن اللقاء التواصلي الذي نظم بشعار "من أجل تثمين الرأسمال البشري لإقليم طاطا" ، لاقى ترحيبا كبيرا من طرف المجتمعين الذين نوهوا بالمبادرة التي تعد الأولى من نوعها، طالبوا الهاجس الانتخابي، داعين إلى ترتيب لقاءات أخرى ومأسسة المبادرة التواصلية، وتسطير برنامج عملي من شأنه إنتاج شروط نموذج تنموي.