توفي أمس الاثنين بجنوب إفريقيا الداعية الإسلامي الشهير أحمد ديدات عن سن تناهز87 سنة، بعد مرض عضال لم ينفع معه علاج، وكانت حالة الشيخ ديدات الصحيَّة منذ 1996 صعبةً وحرجة، فكان لا يتحرَّك من سريره ولا ينطق بلسانه. وقال مراقبون إن موت ديدات العضو المؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام ةذة، ورئيسه فيما بعد خسارة كبيرة بالنظر إلى أعماله الجليلة في الدفاع عن الإسلام حتى لقب الرجل ذو الهمة، لكن عزاءه الوحيد يبقى أنه خلف وراءه ديدات العديد من التلاميذ الذين ساروا على دربه، ومضَوا في طريق التعريف بالإسلام، من أبرزهم الدكتور زاكر نايك، والذي قال عنه الشيخ ديدات: "ما قمتُ به في أربعين سنة، قام به زاكر في أربع سنوات!". وقد ولد الشيخ أحمد حسين ديدات في مقاطعة سورات بالهند عام 1918, وبعد ولادته بفترةٍ قصيرةٍ هاجر والده إلى جنوب إفريقيا، ولذلك لم يعرف أحمد ديدات والده حتى رآه عام 1927 حين لحق به في جنوب إفريقيا بعد عراكٍ طويلٍ مع الحياة والفقر المدقع. وفي تلك البلدة الغريبة عليه، غدا الطفل متفوِّقاً دراسيّا، وقد دفعه نهمه الشديد للقراءة والتعلُّم إلى الحصول على منحةٍ مجانيَّةٍ للتعليم حتى وصل إلى المستوى السادس، ولكنَّ ضيق ذات اليد وقف حائلاً مرَّةً أخرى دون استكمال دراسته. وفي السادسة عشرة من عمره عمل أحمد ديدات في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم، وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل ناتال الشمالي، وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين المتمرَّنين بالمعهد في نفسه الرغبة في إبطال ادعاءاتهم الباطلة، وقدراً عثر أحمد ديدات على كتاب اسمه إظهار الحقّ، وقد سجَّل هذا الكتاب التقنيَّات والانتصارات الهائلة للمسلمين بالهند في قلب المائدة على المنصِّرين خلال الاستعمار والحكم البريطانيِّ للهند، فكان لفكرة إقامة المناظرات أثرٌ عميقٌ عند أحمد ديدات. وبروح الحماس والعمل لإظهار الحقِّ، استغرق أحمد ديدات نفسه في التعريف بالإسلام خلال الثلاثة عقودٍ التالية، وتوسَّع نشاطه؛ فعقد محاضراتٍ في دراسة الإنجيل، وأسَّس مؤسسة السلام لتمرين وإعداد المبشِّرين للإسلام والداعين إليه، وقد قام هو وأسرته -بمفردهم- بإنشاء المباني وكذلك المسجد الذي ما يزال علامةً بارزةً حتى اليوم.