تتواصل الاستعدادات لانسحاب قوات الإرهاب الصهيوني من غزة. هذا الانسحاب الذي يشكل انتصارا مرحليا للشعب الفلسطيني ولمقاومته الأسطورية، والذي يعتبر بداية نهاية الإديولوجية الصهيونية العنصرية، تحاول الإدارة الأمريكية والصهيونية إفراغه من محتواه والتسويق له إعلاميا على أنه تجسيد لإرادة السلام لدى الإرهابي شارون، مع التمهيد لجعله بداية النهاية بالنسبة لقضية فلسطين، أو جوهرا لحل نهائي تتشكل معالمه أساسا من: إكمال طوق الجدار العنصري حول القدس، وعزلها بالكامل عن محيطها الفلسطيني من أجل تهويد جزئها الشرقي وضمه نهائيا إلى الكيان الإسرائيلي. العمل الحثيث على إكمال إحاطة قطاع غزة بالجدار العنصري، وضرب حصار شامل عليه، برا وبحرا وجوا وتحويله إلى معتقل كبير لأبناء فلسطين، وعزله عن باقي الأرض الفلسطينية. توسيع المستوطنات بالضفة الغربية من أجل اجتثات أغلب أراضيها ، وتقطيع أوصالها. الاستمرار في إنكار حق العودة على المهاجرين من أبناء فلسطين ، ووضع مخطط شامل يرمي إلى الإجهاز على هذا الحق التي تكلفه كل الشرائع والقولنين والعهود والمقررات الأممية والذي لا يمكن المقايضة عليه أو التنازل أي كان عنه إلا صاحب الحق بصفة شخصية . مواصلة عمليات التقتيل والأسر والتنكيل من هذه القضايا، وغيرها، تبرز معالم الحل الذي يسعى إليه الإرهاب الصهيو أمريكي، والذي يتخلص في غزة وبعض البقع المتناثرة من الضفة الغربية مع إنكار وإلغاء كل الحقوق الثابثة والمشروعة للشعب الفلسطيني. كما تعمل الإدارة الأمريكية جاهدة من أجل الإيهام بأن انسحاب قوات الاحتلال من غزة منه يجب أن يكون لها مقابل ليس أقل من فتح أبواب التطبيع مع الكيان الصهيوني، وفسح المجال لتغلغه في الجسم العربي ووضع أسس تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الكبير وشمال إفريقيا. وفي هذا الإطار جاء حديث وزيرة خارجية أمريكا، خلال زيارتها الأخيرة للمنطقة، عن مشروع مؤتمر ستقع الدعوة له بعد الانسحاب من غزة، بين الكيان الصهيوني وأقطار الخليج العربي والمنطقة المغاربية من أجل تطبيع العلاقات. إن مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، إذ تؤكد اعتزازها العميق ببطولات أبنائنا في فلسطين، وبصمودهم في وجه كل المؤامرات التي تستهدف وحدتهم وحقوقهم الثابتة والمشروعة وغير القابلة للتصرف تنبه على خطوة الانجرار وراء المخطط الصهيو أمريكي الذي يريد لأبناء الأمة العربية أن يستعملوا في الإجهاز على القدس وعلى كل حقوق الشعب الفلسطيني من خلال فرض التطبيع مع الكيان الإرهابي العنصري، مساهمة في تحويل الانتصار في غزة إلى نهاية، عوض أن يكون بداية لمسلسل من هزائم قادة الإجرام الصهيوني حتى تحرير القدس وكامل التراب الفلسطيني وتقويض جدران العار إطلاق كل الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال. إن مجموعة العمل إذ تنبه إلى مخاطر هذا المخطط، تهيب بكل الحكام الغرب مواجهته ورفض الانسياق وراءه، والتمسك بقرار المقاطعة العربية، وبرفض أي بديل عن التحرير الكامل وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة على كافة التراب الفلسطيني بعاصمتها القدس. كما تهيب المجموعة بأبناء الأمة العربية والإسلامية وبكل أحرار العالم الوقوف في وجه هذا المخطط الرهيب ومقاومة كل شكل من اشكال التطبيع مع الصهاينة فالمعركة متواصلة وفلسطين في حاجة إلى مواجهة الصهاينة وليس مجازاتهم على جرائهم وإلى دعم لا مشروط للوحدة الوطنية الفلسطينية وللمقاومة بكل أشكالها وللمساعدة على تشييد البنى التحتية للدولة الفلسطينية ومساعدة الشعب الفلسطيني على الصمود والمقاومة الرباط 8 8 2005