ظلت جماهير فاس ومحبو المغرب الفاسي ينتظرون بشغف وبلهفة وصول يوم السبت 15 مارس 2003 الذي كان هو موعد انعقاد الجمع العام الاستثنائي الذي طالب به 54 منخرطا من أصل 102منخرط، لكي تنتهي الصراعات وترسو سفينة الماص على بر النجاة. وفعلا على الساعة 6 مساء من يوم السبت الماضي وبفندق Ibis بدأت الانطلاقة المعهودة في كل الجموع العامة، وهي عمل اللجنة التحضيرية على تنظيم عملية دخول المنخرطين إلى قاعة الاجتماع والتأكد من عضويتهم الفعلية انطلاقا من اللوائح المتوفرة لها إلى غير ذلك. لكن هذه العملية عرفت عدة تشنجات للأعصاب وهتافات بين الطرفين المتعارضين وخاصة حول المنخرط الذي يجب أن يدخل قاعة الجمع، فالمرنيسي ومن معه يقولون من لم يؤد انخراط 2002 لن يدخل القاعة رغم توفره على وصل الانخراط ل 2003، والمعارضة التي يقودها سعيد بلخياط يقولون هؤلاء الذين يمنعهم السيد المرنيسي من الدخول موجودون ضمن لائحة ال 102التي عند الجامعة، والتي وقع عليها هو وصادق عليها في الجمع العام السابق. وبقي الصراع والتوتر وتبادل التهم بين عدة أعضاء: حتى شكلت لجنة تعمل على إيجاد حل قانوني يرضي الطرفين وتتكون من السادة: الناصري ممثل المجموعة الوطنية لكرة القدم السيد المرنيسي سعيد بلخياط محمد المجتهد هشام شاقور وحميد الهزاز. واستغرقت هذه العملية أيضا وقتا طويلا لكنها وحسب ما كان يبدو أنها تكللت باتفاق الجميع على أنه من كان معه وصل الانخراط ل 2003 ومسجل ضمن المنخرطين يسمح له بالدخول، ثم استأنفت عملية إدخال المنخرطين، ولم ينطلق الجمع فعليا إلا حوالي الساعة التاسعة والنصف ليلا. بحضور اللجنة التحضيرية لهذا الجمع والسيد الناصري ممثل المجموعة الوطنية لكرة القدم وعون قضائي ومعه مساعدين ساهموا في عملية إدخال المنخرطين القانونيين، استجلبتهم اللجنة التحضيرية للوقوف على سيرورة الجمع بصورة قانونية وتسجيل كل الخروقات التي تخل بالقوانين، وحضر كذلك 93 منخرطا وجل الصحافة الرياضية المرئية والمسموعة والمكتوبة، فكانت أول كلمة للسيد محمد المجتهد الذي أكد أن هذا الجمع هو جمع غير عادي وقانوني وعبر عن أسفه لانسحاب السيد أحمد المرنيسي قبيل انطلاق الجمع بدقائق، رغم عدة محاولات قام بها بلخياط وحميد الهزاز لإقناعه بحضور الجمع، كما ذكر بالأسباب الفعلية والدوافع التي أرغمتهم على اتخاذ قرار عقد جمع عام استثنائي وأجملها فيما آلت إليه أوضاع الفريق في مجال التسيير من ضعف في المكتب المسير والتيسير الانفرادي بالهاتف النقال في كثير من الأحياء، مشكلة البطولة العربية التي تم تحويلها من فاس إلى جدة بالسعودية، سد الباب أمام توسيع قاعدة المنخرطين مخافة على الكراسي تعاقب عدة مدربين في مدة قياسية، مما أثر سلبا على عطاء الفريق في بعض الفترات وإلا لكان فريقنا في الصف الأول بفارق كبير، ولأحرز كأس العرش ولظهر بمستوى مشرف خلال الكأس العربية التي نظمت بجدة، فمن أجل وضع ركائز متينة للفريق والعمل الممنهج والمخطط له وتصحيح مسار التسيير في كل مجالاته وبإيقاع سريع حتى يتبوأ الفريق المكانة التي تليق به وبتاريخه ومدينته، وما ذلك بعزيز عن الفعاليات والأطر الموجودة الآن والمتحمسة للبذل والعطاء من أجل فريقها. بعد ذلك جاءت مداخلة السيد سعيد بالخياط التي أكد فيها أن علاقته بالسيد المرنيسي جد متينة، رغم أنه يختلف معه في الرأي، ويتأسف لما آلت إليه الأوضاع في التسيير، ثم ذكر بأن المغرب الفاسي مقبل على ثلاث تحديات كبرى، وهي: البطولة الوطنية نهاية كأس العرش أمام الرجاء وكأس الاتحاد الإفريقي. مما يفرض علينا تحديد التوصيات التي سنخرج بها من خلال هذا الجمع. بعد ذلك جاءت مداخلات كل من السيد علمي رشيد وحميد الهزاز أكدا فيها على الأسف لما حصل من طرف بعض المنخرطين، والذي يعد أمرا وتصرفا بعيدا عن الأخلاقيات الرياضية، مما يستدعي التدخل من أجل تقريب الرأي بين كل الأطراف من أجل مصلحة الفريق. ثم تدخل السيد الناصري الذي أكد أن هذه الأوضاع تترجم تجاوز بعض القوانين المنظمة للجموع العامة والتي يجب التفكير في تجديد صياغتها حتى تضع حدا لكل هذه المشاكل. أما بخصوص الدور المنوط به خلال هذا الجمع فهو متتبع فقط وسيعمل على رفع تقريره للمجموعة الوطنية وخاصة الأرقام: اللائحة تضم 102 منخرط، 54 طالبوا بالجمع العام الاستثنائي، و39 منخرطا حضروا الجمع. كما ذكر الجميع بأن فريق المغرب الفاسي ممثل على مستوى الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم والاتحاد العربي والاتحاد الإفريقي، وما على فعاليات فاس الرياضية إلا أن تحاول الالتفاف والإصلاح بكل هدوء وضبط للأعصاب. بعد مداخلة السيد الناصري فتح باب النقاش، حيث عرف مداخلات وازنة وفعالة من المنخرطين. واختتم النقاش بالمصادقة على تشكيل لجنة تعمل على دعم المكتب المسير برئاسة السيد أحمد المرنيسي ومراقبة التسيير، في جميع جوانبه، والتهيئ للجمع العام العادي في شهر يوليوز المقبل وتتكون هذه اللجنة من السادة: البقالي محمد (منسق اللجنة) سعيد بلخياط رشيد العلمي كنوني وعبد السلام أسامة عبد الله علوي بلغيثي شكيب محمد المجتهد وحميد الهزاز. كما صادق الجمع على إضافة أحد عشر عضوا للمكتب المسير من أجل دعمه خاصة وأن عدد أعضاء المكتب المسير 13 عضوا فقط. وهذه أسماء المضافين للمكتب المسير: بلخياط سعيد بلخياط المهدي السعودي المامون سعد أقصبي علوي إسماعيل الخروبي عبد الوهاب الرايس بنشقرون عمور محمد جسوس خالد كنوني يوسف. بعد ذلك تدخل مسير الجمع السيد المجتهد وأشهد الجميع: العون القضائي والصحافة الرياضية على أن اللائحة الشرعية التي اعتمد عليها في هذا الجمع تضم 102 منخرطا فقط حتى لا نفاجأ بميلاد منخرطين جدد في الجمع العام العادي المقبل في شهر يوليوز 2003. ولكن ! في الضفة الأخرى وفي نفس التوقيت كان السيد أحمد المرنيسي يجتمع مع من في صفه بفندق فاس إين حيث نقل إليهم ما تم في فندق IBIS (الجمع العام غير العادي) إلى حين عودته إليهم، فتم تداول الأمر، وخرجوا ببلاغ وزعوه يوم الأحد 16/03/03 على الصحافيين الرياضيين في أثناء مقابلة المغرب الفاسي ضد أولمبيك خريبكة يطعنون في مشروعية الجمع الاستثنائي بدعوى عدم اكتمال النصاب القانوني ويدللون بلاغهم بمجموعة من التوقيعات بلغ عددها 55توقيعا ويقولون أنهم كلهم منخرطون! وهذا ما يوحي بأن سماء المغرب الفاسي ستظل غائمة لمدة أطول إلا إذا تخلى الجميع عن حب الذات والانتحار للنفس والصاحب، وذلك من أجل مصلحة الفريق ومستقبله بشكل خاص ومن أجل تاريخ فاس الرياضي وسمعتها وأبنائها البررة بشكل عام.