حكمت أول أمس (الثلاثاء) غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بفاس على المتهم بيري أنتوني جانسن بالسجن أربعة أشهر في إطار قضية الاعتداءات الإرهابية التي شهدتها الدارالبيضاء في 16 ماي .2003 وأدانت المحكمة المواطن البريطاني بالمس بالعرض وأسقطت عنه باقي التهم.وأكد المتهم البريطاني أنه لا ينتمي لا إلى السلفية الجهادية ولا إلى القاعدة وأنه يجهل قواعد الجهاد، إلا أنه اعترف أن عقد قرانه بفاس على فتاة تبلغ من العمر 17 سنة لم يكن وفقا لما ينص عليه القانون المغربي. وخلال جلسة الاستماع إليه من قبل المحكمة قال المتهم إن قدومه إلى المغرب كان بفعل هروبه من العدالة البريطانية، التي كانت له معها مشاكل نتيجة الاتجار غير القانوني في الحواسيب والاتجار في المخدرات، وكذا من أجل تعلم اللغة العربية والتعرف على بلد مسلم. وأضاف أن اختياره في البداية كان على موريتانيا، قبل أن يختار في آخر المطاف المغرب، وذلك لأنه سبق له أن تعرف في أنجلترا على امرأة من أصل مغربي. واعترف بيري أنتوني جانسن، أنه قام بزيارتين إلى المغرب، الأولى في شتنبر ,2002 والثانية في يونيو الماضي.وقد استقر في البداية في مدينة طنجة، وذلك لمعرفته بأحد الأشخاص في العرائش يدعى علي، وهو تاجر في الأثواب، ثم أقام في القصر الكبيروفاسوالدارالبيضاء، قبل أن يستقر في فاس، وذلك لحسن ضيافة سكان المدينة، حسب قوله. وقد استنتج من الاستماع إلى الظنين أن تنقل المتهم أدى به إلى التعرف على عدة أشخاص، وأبرم عقد زواج غير موثق لدى العدول مع قريبة أحد الذين تعرف عليهم تسمى فاطمة الزهراء ويبلغ عمرها 17 سنة. واعترف بيري أنطوني جانسن أنه اشترى منزلين في فاس الأول بحي بن سليمان والثاني على طريق عين الشقف، مؤكدا أنه كان يستقبل فيهما أصدقاءه الذين يلتقي بهم أيام الجمعة في المساجد، وكذا الذين يتناول معهم العشاء للتباحث حول الإسلام والجهاد والهجرة وقضايا أخرى مرتبطة بالفقه، حيث شاهد معهم شريط فيديو حول حياة الزعيم الشيشاني خطاب، ومع أنه أكد معرفته تقريبا باللغة العربية إلا أن علاقته مع هؤلاء الأشخاص ظلت سطحية. من جهة أخرى قال إن أسفاره إلى الشيشان عام 1999 وأفغانستان عام ,2001 وكذا إلى أذربيدجان وباكستان كانت بهدف اكتشاف المجتمعات والبلدان الإسلامية. وبخصوص اعتداءات 16 ماي بالدارالبيضاء أكد المتهم أنه كان موجودا خلال هذه الفترة في السجن ببريطانيا. وسألت النيابة العامة المتهم إذا كان قد تعرض للعنف أثناء اعتقاله، وبأية لغة تم إجراء تحقيق الشرطة معه، فأجاب بيري أنطوني جانسن أن العنف كان معنويا ونفسيا، وأن الأشخاص المكلفين بالتحقيق معه كانوا يتكلمون لغة إنجليزية ضعيفة. وكان بيري، المزداد بلندن سنة 1966 قد اعتنق الإسلام سنة ,1994 وتم إلقاء القبض عليه في يونيو الماضي بمطار فاس سايس لتتم إحالته بعد ذلك على القضاء بالرباط والدارالبيضاء. وتم نقله في 28 يوليوز الماضي إلى فاس من طرف الفرقة الوطنية للمثول أمام قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف. ومثل لأول مرة أمام المحكمة في 4 غشت الماضي. وبهذا يكون المواطن البريطاني ثاني أجنبي يصدر عليه حكم في أحداث 16 ماي الإهابية بعد المواطن الفرنسي بيكار بيريك الذي كانت محكمة الاستئناف بالرباط قد قضت الجمعة الماضية بالبراءة في حقه، وكان بيريك دخل إلى المغرب سنة 2002 واعتنق الإسلام سنة 1999 في فرنسا، وتوبع المواطن الفرنسي، الذي اعتقل نهاية شهر ماي 2003 بفاس، بتهمة عدم التبليغ عن مخطط يهدف إلى ارتكاب أعمال إرهابية طبقا للفصل 8 218 من قانون مكافحة الإرهاب. ويرتقب أن تحال على محكمة الاستئناف مجموعة المتهم الفرنسي بيير ريشارد، التي تضم 34 متهما، يوم 25 غشت ,2003 من ضمنهم المتهم (م ن) الذي اعتبره دفاعه في تصريح للصحافة عنصرا مهما في المسطرة وسيفاجئ الجميع بتصريحاته.